أكد روبرت فيسك، مراسل صحفية الإندبندنت البريطانية في الشرق الأوسط، في مقالة نشرها في مجلة بيريتوس عدد 34 سنة 1991 التي تصدرها الجامعة الاميركية في بيروت أن «11 طناً من الآثار التي تعود إلى الفترات اليونانية والرومانية والبيزنطية، ومن بينها أرضيات من الفسيفساء، زجاجيات، رخاميات، وتماثيل منحوتة في الصخر مستخرجة من كنيسة بيزنطية، وصلت مدينة إبسويتش البريطانية في شباط من سنة 1991. وبحسب أوراق الحمولة على الباخرة، غادر الكنز بيروت باتجاه قبرص على مرحلتين، في كانون الأول 1990 وكانون الثاني 1991. وكل من الحمولات كان عليها اسم تاجر آثار من «بيروت الشرقية» الذي أكدت مصادر في المديرية العامة للآثار أنه ليس لديه أي حق في تصدير القطع الاثرية. ولكن بالنسبة إلى الشرطة البريطانية، فإنّ السؤال الأهم مرتبط بإجراءات الجمارك بالنسبة إلى القطع المستوردة. وبعد دفع المترتبات، سلمت الحمولة الى تاجر بريطاني.وخلال كتابة مقالته «أكبر سوبر ماركت في لبنان، صحافي يتقصّى نهب تاريخ لبنان»، جال فيسك على مختلف المناطق اللبنانية ودوّن ملاحظاته على سرقة الآثار في كل من برج الشمالي في صور، وفي بعلبك وكامد اللوز في البقاع الغربي. كما استجوب تاجر آثار كان ناشطاً في تلك الفترة ومنقباً شرح له كيف يجري البحث عن الغرف المدفنية، وحدّثه عن تأثير بيع الآثار على مدخوله الشهري. وتعدّ مقالة فيسك من الشهادات النادرة على سرقة الآثار خلال الحرب الاهلية اللبنانية.