بسام القنطارشهدت جنيف، أمس، ولادة قيصرية للمنتدى غير الحكومي ضد العنصرية، الذي يمثّل رديفاً حقيقياً لمؤتمر «دوربان الثاني»، والذي ينطلق الاثنين في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
المنتدى الذي افتتح السابعة مساء أمس في مبنى «بيت الجمعيات»، شارك فيه عدد قليل من المنظمات، وذلك بسبب تعقيدات تتعلق بتأشيرات الدخول إلى سويسرا، إضافة إلى غياب دعم الحكومات والجهات المانحة.
ومع بروز المسوّدة النهائية للبيان الختامي للمؤتمر الرسمي، عبّرت العديد من المنظمات غير الحكومية المناصرة للقضية الفلسطينية عن خيبتها، لكون هذه المسوّدة التي صمدت في الاجتماعات التحضيرية والمؤتمرات الإقليمية التي سبقت المؤتمر، خضعت الأربعاء الماضي لعملية بتر جعلتها تخلو من أي إشارة إلى ممارسات إسرائيل العنصرية، «رغم أن جرائمها التي ارتُكبت أخيراً في غزة كان يجب أن تمثّل مناسبة لصحوة ضمير من قبل الدول الأوروبية على الأقل»، بحسب ما قال لـ«الأخبار» المحامي الأميركي كارتس دوبلر الذي يمثّل منظمة شمال جنوب ـــــ21 في اللجنة التحضيرية للمنتدى غير الحكومي.
ومنذ أن طرح موضوع عقد منتدى رديف، شنّت المنظمات غير الحكومية المناصرة لإسرائيل حملة عنيفة شملت تهديدات مباشرة لأي جهة تسهم في دعمه، وصولاً إلى اتخاذ دائرة الهجرة السويسرية إجراءات غير مسبوقة تتعلق بتأشيرات الدخول إلى سويسرا، بحجة منع المنظمات «المعادية للسامية» من تكرار المشاهد التي حدثت أثناء انعقاد المؤتمر في جنوب أفريقيا عام 2001 في دوربان، حين سار مئات المشاركين بمسيرة ورددوا هتافات تقول: «الصهيونية عنصرية.. إسرائيل نظام عنصري» و«أيديكم ملطّخة بدماء الفلسطينيين». ولقد استغلّت منظمة «يو أن واتش» ومركز «سايمون وازنتال» هذه الحادثة للقول إن المشهد نفسه سيتكرر في جنيف، الأمر الذي دفع بمكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان الذي يتولى إدارة المؤتمر إلى إلغاء هذا المنتدى، والاستعاضة عنه بأنشطة رديفة خاضعة لرقابة الأمم المتحدة. وهذا ما عبّرت عنه صراحة المتحدثة باسم الأمم المتحدة ماري هيوز، الأربعاء الماضي، حيث أعلنت أنه «ستُحظر كلمات الكراهية والإهانات العرقية (...) وبالتأكيد لن نسمح لما حدث في دوربان بأن يحدث هنا».
ويشير الناشط في مجال حقوق الإنسان الدكتور أحمد السويسي إلى أن تصريح هيوز هو نسخة دبلوماسية ملطّفة يمكن ترجمتها بالقول «ستُحظر الإشارة إلى إسرائيل». واتهم السويسي في اتصال مع «الأخبار» عدداً من الدول العربية، بينها ليبيا والجزائر، بالتخلّي عن المنظمات غير الحكومية العربية والأفريقية. وأضاف: «واجهنا حرباً مفتوحة من الدول العربية نفسها، التي صمتت على قرار إلغاء المنتدى الرديف».
ومن المتوقع أن تسير في جنيف، عصر اليوم، تظاهرة لناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان، ترفع شعارات تدين إسرائيل. وقد حذرت صحيفة «جيروزاليم بوست» في مقال بعنوان «هل سيتكرر العداء للسامية في منتدى دوربان 2 غير الحكومي»؟ من خطورة السماح بهذه التظاهرة، وشنّت حملة ضد منظمة شمال جنوب 21 والمنظمة العالمية لمناهضة العنصرية اللتين أعدّتا لها.


نجاد سيخطف الأضواء
مثّل خبر مشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمر دوربان 2 الحدث السياسي الأبرز الذي شغل وسائل الإعلام، حيث يدور نقاش حام بشأن مضمون الكلمة التي سيلقيها عند الساعة 3.14 من بعد ظهر الاثنين المقبل.
وقالت وكالة «رويترز» إن المؤتمر سيشهد «اتصالاً دبلوماسياً نادراً بين الولايات المتحدة وإيران» إذا قررت إدارة أوباما المشاركة. لكنّ «وجود الرئيس نجاد سيعقّد من قرار واشنطن بشأن المشاركة»، بحسب رويترز. وبالنسبة إلى مشاركة لبنان، قال وزير الخارجية فوزي صلوخ في اتصال مع «الأخبار»: لن أشارك في المؤتمر، وسيمثّل لبنان عبر السفيرة نجلاء عساكر.