نقار كوكبا ــ عساف أبورحال تختلف الخدمات الإنمائية التي تقدمها قوات الطوارئ الدولية لأهالي المناطق التي تعمل فيها. ملبية، على اختلافها، الحاجات المتعددة للمواطنين الجنوبيين الذين يفتقرون إلى الكثير من الأعمال التنموية في المنطقة. في هذا الإطار تأتي خدمة تطبيب المواشي التي تقدمها الكتيبة الهندية لتلبي حاجة مزمنة لدى الأهالي غير القادرين على معالجة مواشيهم، ولا معرفة الأساب التي تؤدي إلى نفقها، وخصوصاً في موسم الشتاء. وقد قامت أول من أمس بحملة واسعة لمساعدة رعاة وأصحاب المواشي في التخلص من الطفيليات والدود التي تعاني منها ماشيتهم، فعالجت أكثر من 10400 رأس ماشية بين بقر وماعز وغنم، توزعت على المناطق الجنوبية.
وأوضح الطبيب البيطري في الكتيبة الهندية الرائد راجا كومار أن الحملة شملت منطقة العرقوب، وصولاً حتى بلدة حولا في قضاء مرجعيون. وقد تلقى خلالها الرعاة لقاحات وعلاجات مرفقة مع حملة توعية بشأن الطرق الحديثة وكيفية معالجة مواشيهم. ولفت كومار إلى أن الهدف من الحملة «التقليل من الخسائر المادية، وتحسين الوضع الصحي للمواشي، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي للرعاة، الذين يعتاشون من مواشيهم كمصدر رزق أساس».
هذا ما يؤكده أصحاب المواشي، مثمنين الدور الذي تقوم به الكتيبة الهندية وما تقدمه من مساعدات تخفف أعباءً كبيرة ملقاة على عاتقهم، وخصوصاً في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها والمشاكل المتعددة التي يعانيها قطاع المواشي. يوضح هيثم عبد العال، الذي يملك نحو ألف رأس ماعز، أن قطاع تربية المواشي يعاني مثلاً غياب الإرشاد الصحي الرسمي «وفي كل سنة يخسر العديد من الرعاة أعداداً من مواشيهم في فصل الشتاء دون معرفة الأسباب». ويلفت إلى عدم قدرة المزارعين على إحضار طبيب بيطري، ولا اللقاحات أو الأدوية اللازمة، إذا كانت متوافرة أصلاً. مطالباً في هذا الإطار، الجهات المعنية، بضرورة دعم هذا القطاع الذي تعتاش منه مئات العائلات، شاكراً الكتيبة الهندية.
أما فارس حمدان، الذي يملك نحو 350 رأساً من الماعز، فيلفت إلى جانب آخر من العلاقة مع عناصر الكتيبة الهندية: «الخدمات التي يقدمونها خلقت صداقات مع قوات اليونيفيل تحولت تدريجياً إلى محبة واحترام متبادل مع الأهالي». مؤكداً أن أحد الأطباء الذين تعاقبوا على المنطقة «لم يتأفف يوماً من تلبية نداء بل كانوا جميعاً على أهبة الاستعداد لتقديم خدماتهم مهما كانت الظروف، لدرجة أن التكليف بات مرفوعاً بين الطرفين، فالطبيب البيطري بات يعرف معظم الرعاة بأسمائهم، وأماكن سكانهم».
ويلفت حمدان إلى أن استدعاء الطبيب البيطري بات أمراً سهلاً، بسبب قنوات التواصل التي أتاحتها الكتيبة خدمة لأصحاب المواشي، هذا الأمر ساعد كثيراً ووفر على الرعاة معاناة لازمتهم سنين طوالاً، وخصوصاً أن الطبيب يصل بسيارة خاصة هي عبارة عن مستشفى ميداني متنقل يحوي كل ما يلزم من عدة ولقاحات وأدوية ومستلزمات طبية بيطرية».


حصار المراعي

منطقة العرقوب غنية بمواشيها، وخصوصاً الماعز، حيث في بلدة شبعا على سبيل المثال نحو 40 ألف رأس. ولا تخلو قرية في قضاءي مرجعيون وحاصبيا من مواش مختلفة تمثّل ركناً اقتصادياً لأصحابها يعتاشون منها، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة اليومية، وخصوصاً منطقة العرقوب حيث يواجه رعاة المواشي تحديات كبيرة أهمها ضيق المراعي بسبب المنع الذي تفرضه مواقع العدو في مرتفعات كفرشوبا، التي تفرض حصاراً نارياً غير مباشر على مساحات واسعة تحيط بهذه المواقع الموجودة أصلاً على أراض لبنانية.