صباح أيوباجتمع الجدّ الزعيم إلى جانب الجدّ الحكيم وجلسا قبالة الحفيدة المرشّحة لتخطب بهم وبنا. حبسا الدمع وكبتا الغصّة. وكأنها دعاية الـ«نيدو» تمرّ من جديد ولكن بدل الولد، طفلة تغذّت ونمت وكبرت. وها هي اليوم بعظامها الممتلئة بالكالسيوم وعقلها المكتمل النمو تتهيّأ لتمثّل... شعبها. الملصقات تملأ المدينة والمعروف عن «الستّ» أنّها تحبّ الكاميرا فلم يكن من الصعب عليها أن تختار نظرات مليئة بالبراءة والأمل مع مسحة حزن ضرورية.
الطفلة المدللة تتحوّل، جينياً، إلى خطيبة عارفة بمصلحة الوطن وشؤون الأمّة الأرثوذكسية وشعب الأشرفية تحديداً. سياسياً، بات العالم بأسره يعرف، وعلى الملأ، أنها تطالب باستراتيجية دفاعية تعتمد على الرخاء. والشعار المعتمد «دفاعاً عن لبنان العظيم»... بالرخاء إيّاه. اجتماعياً هي مؤمنة بأن مشاكل الحياة، على عِظمها، تُحلّ إذا ما أحببنا الحياة فقط، لشو التعقيد؟
نظرت الشابّة إلى الورقة المكتوبة وقرأت على العائلة وعلينا مشروعاً انتخابياً ـــــ «هو الأول من نوعه» كما ذكرت صحيفة «لبنان العظيم» ـــــ وهو خاص بجمهورية الأشرفية وسكّانها البيض الأصليين المستقيمي الرأي. وهنا، كان لا بدّ من أن ترتفع النبرة، كيف لا؟ وقد جاء دور الحديث عن «رفع الغبن» عن الأشرفية، تلك المنطقة المحرومة منذ الأزل! عنجد ولووو، لماذا لا تأتي الكهرباء في الأشرفية 26 ساعة في اليوم؟ لماذا لا تكون مياه الحنفيات في الشقق من تعبئة «صحّة» أو «نستلة»؟ لمَ لا يوجد خطّ ميترو بين كرم الزيتون والرميل؟ لماذا لا يزال رصيف «صوفيل» متعرّجاً يضايق الكلاب المكبوتة في نزهاتها اليومية؟ معقول طيّب؟! لماذا لا يصدر قانون باعتماد اللغة «الفغنسية كلغة غسمية في الأشغفية»؟ هل يمكننا، كشباب واعد أن نطمح بانتقال الكرسي البابوي الأرثوذكسي من انطاكيا إلى الأشرفية؟ حلم كبير يجب أن نحققه قبل البطاقات الشبابية المخصصة للنقل العام.
أنا من عكار وولدت في طرابلس. فماذا أقول لها بعدما سمعتها تتحدّث عن المطالبة بـ«الإنماء المتوازن»... للأشرفية؟