البقاع ــ رامح حميّةاستياء عارم في قريتَي حوش بردى وحوش الدهب، من حال الطريق الوحيدة الموصلة إلى البلدتين من غربي بعلبك باتجاه مدينة الشمس. فهذه الطريق حالتها مزرية إلى درجة أنها باتت غير صالحة حتى لسير المواشي! كما تقول هولا كموني (70 عاماً) مردفة «اللي بيزفّتلنا الطريق رح ننتخبو، الوضع مش محمول، من كتر الحفر فيها ما حدا بيتجرأ يمرق عليها، بنتي كانت حتموت بين إيديّي لمّن صابتها نوبة رمل وما قدرت انقلها بسرعة عالمستشفى بسبب الطريق». ويقول زهير اسماعيل إن طريق حوش بردى ـــــ حوش الدهب كانت «مبهدلة» لكنها مقبولة، إلى أن بدأ تنفيذ طريق بوداي ـــــ وردين ـــــ بعلبك، حيث زادت الشاحنات التي تنقل «الديفينول»، (مزيج الحصى الصغير الذي تُفرش به الطريق قبل تزفيتها) حال الطريق سوءاً، إلى درجة «أصبحت معها غير صالحة لمرور السيارات»، ولفت إسماعيل إلى أنه ليس هناك من يطالب بإصلاح الطريق غير أهالي البلدة، لأن رئيس البلدية والمختار من سكان بيروت ولا يأتيان إلا للزيارة أيام الآحاد فقط.
علي شبلي (حوش الدهب) بدوره لفت إلى الأعباء التي يواجهها الأهالي بسبب ما يلحق بسياراتهم من أضرار من جهة، وما يلحق بهم من زيادة أجرة نقل الأولاد إلى المدارس، يفرضها عليهم أصحاب الفانات، مؤكداً أنه يدفع الأجرة إلى صاحب الفان مضاعفة «فبدلاً من 30 ألفاً أدفع 60 ألفاً»، مشيراً إلى أنه «ما حدا طلّ علينا حتى الآن، يمكن لأنو عددنا لا يزيد على المئة وصوتين» يقصد الزفت الانتخابي، مستطرداً «بكرا بالانتخابات بيشرّفونا وبيعوزونا»، لكننا لن ننتخب لا أنا ولا إخوتي ولا أولاد عمومتي أحداً نهائياً»، مشيراً إلى مطالبات فاقت العشر مرات لنواب المنطقة «ولكن الوعود لم تصل إلى حدّ التنفيذ، كذلك فإن وزير الأشغال العامة (غازي العريضي) جال على بلدات وقرى معينة، أما نحن فلا»، وتساءل: «هل يعقل أن تعبد طريق خاصة في البلدة لأحد المقيمين في طرابلس، المنتمي إلى تيار المستقبل ولمسافة تزيد على 500 متر، فيما تبقى طريق عامة للبلدة، يستفيد منها أكثر من 150 نسمة بدون زفت؟». وناشد شبلي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالقول: «نحنا ما إلنا حدا إلا هوّي، بس يوصّلوا صوتنا أكيد رح يقدم المساعدة».
رئيس بلدية حوش بردى جورج أبو حيدر أكد في اتصال مع «الأخبار» أن طريق حوش بردى ـــــ حوش الدهب «غير صالحة لسير السيارات، ولا حتى للمواشي، وخاصة أنها لم تعبّد إلا مرة واحدة منذ إيام الفرنساويّة»، وأضاف أن «البلديات، حتى الكبيرة منها، غير قادرة على تحمل تكلفة تعبيد الطرق. فكيف ببلدية صغيرة؟»، مرجحاًَ أن السبب في عدم الاهتمام بالبلدة أنها بلدة «مهجرة لا يزيد عدد أصواتها على 350 صوتاً يعني لا بتطلّع (بالانتخابات) ولا بتنزّل، عكس القرى الكبيرة التي تملك عدداً من الأصوات يصل إلى 3000 أو 4000 صوت». ولفت المسؤول إلى وجود مخطط توجيهي للمنطقة من طريق بعلبك ـــــ مجدلون ـــــ السعيدة مصروف له اعتماد من وزارة الأشغال العامة منذ 7 سنوات، ولكن لم ينفذ حتى اليوم. ويقول أبو حيدر: «أعتقد أن المشروع أخذته الهيئة الإيرانية ومن المرجح تنفيذه قريباً». أما بشأن طريق حوش بردى ـــــ حوش الدهب فأكد أن البلدية «ستسعى إلى إصلاح وترقيع ما أمكن إن لم يتقدم أحد بالمساعدة لتعبيدها».
طريق حوش بردى ـــــ حوش الدهب ليست الوحيدة في هذه المنطقة بحالتها السيئة هذه، بل هي غيض من فيض الطرق المليئة بالحفر والمفتقرة إلى الحد الأدنى من الصيانة، من طاريا إلى شمسطار مروراً ببوداي وقرى بيت مشيك ويونين وعين السودا الخ.


الدولة تترك مكانها للحزب؟

وتعدّ طريق عين السودا من ضمن هذه المجموعة. فقد رأى مختار البلدة أحمد علي عمر أن «كل شي زفت إلا طرقات بلدتنا»، فطريق عين السودا ـــــ مجدلون مليئة بالحفر وغير صالحة لمرور السيارات، و«كمزارعين لم يعد باستطاعتنا نقل محاصيلنا بالنظر إلى خطورة النقل بالشاحنات على هذه الطريق»، ولفت إلى أن «حزب الله عبّد العام الماضي ما يقارب 1700 متر من طريق عين السودا ـــــ حوش بردى (وبكلفة وصلت إلى حدّ المئة مليون ليرة لبنانية) وقد بقي منها حوالى 700 متر «وعدنا بتعبيدها لاحقاً». وعن حضور وزارة الأشغال العامة أوضح عمر أنه تقدم بطلبين إلى القائمّقام منذ سنتين (البلدة تابعة حالياً للقائمّقامية) الذي رفعهما بدوره إلى وزارة الأشغال وإلى مصلحة الصيانة «ولكن حتى اليوم لا جواب».