سليم علاء الدين«الغريزة الحيوانية طغت على الغريزة الإنسانية التي أصبح وجودها مرتبطاً بالمال، بالدين، حتى بالمصالح الشخصية». هكذا تطالع ميرفت أتاسي جمهور مسرحية تخرّجها «صلاة الملائكة» للأديب الراحل توفيق الحكيم، في الكتيّب الذي أعدّته عنها.
تبدأ المسرحية، التي قدّمتها على مسرح غولبنكيان في الجامعة اللبنانية الأميركية، مع تراتيل الملائكة التي تصلّي من أجل البشر الذين لم يتغرّب الخير عن قلوبهم. ويتأرجح على يسار المسرح ملاكان يتجادلان في شؤون أهل الأرض، فيقرر أحدهما النزول لمساعدة الأخيار فيها. ويلتقي بفتاة فقدت أهلها في الحرب وراهب فقد إيمانه وعالم سكّير فقد إيمانه بالعلم، فتُظهر أتاسي الصراع بين العلم والدين بشكل مباشر وفج لم يأتِ بأي جديد. وبعد أن يجد الملاك أنّ الشر أحبطهم، ينتقل إلى أصحاب النفوذ، فيلتقي رجلين، عسكري سوري ومدني لبناني، يتقاسمان خريطة للمنطقة. فيحاول حثّهما على فعل الخير، لكنّ محاولته تفشل، فيتعرّض لمحاكمة لم تبتعد عن الابتذال والمباشرة، وباللهجة السورية أيضاً، مع استعمال بعض العبارات التي تستعطي الضحك والتصفيق. عندها يعود الملاك إلى مكانه «المعلّق»، ويسمع صلوات الملائكة الخائفة عليه من «جور أهل الأرض» تغنّي «بكرا بنرجع نوقف معكم» دون أي مبرر درامي للأمر.
ويلاحظ المشاهد الركاكة في اللغة ومخارج الحروف عند الممثّلين، من الملائكة التي تتكلم الفصحى إلى الشعب اللبناني وأصحاب النفوذ والظالمين وهم سوريون. كأن المخرجة السورية أرادت أن توصل رسالة سياسية، ما أوقعها في الابتذال.