أحمد محسناعتقد اللبنانيون أن تراجع السلب بقوة السلاح، ثمرة ايجابية أنتجتها حملة القوى الأمنية أخيراً، بعد سلسلة المداهمات التي قامت فيها. بيد أن التقارير الأمنية، أشارت في الأسبوع المنصرم، الى أكثر من حالة سلب مسّلح، على امتداد الأراضي اللبنانية. لم يسلم المواطنون من هذه العمليات، حتى في سيارات الأجرة. وفي حادثة مشابهة، كان المواطن أحمد ح. (1969 لبناني) ينتظر سيارة عمومية في منطقة خلدة، بغية الانتقال الى بيروت. وبالفعل، توقفت له احدى هذه السيارات، من نوع مرسيدس، كحلية اللون، بداخلها شخص آخر غير السائق. كانت المفاجأة بعد قليل، حين شهر السائق في وجهه مسدساً حربياً، وطلب منه محفظته فأخذها وبداخلها مبلغ 600 دولار أميركي، و أوراقه الثبوتية. في اليوم التالي على الحادثة الأولى، وفي مكان بعيد عن خلدة، كان مواطن آخر (جوليان س. مواليد 1991 لبناني) عائداً مع صديقه من أحد المراكز التجارية في منطقة الدورة. اقترب منهما شخصين مجهولي الهوية فجأة، وطلبا منهما أوراقهم الثبوتية عبر انتحالهم صفة أمنية، وعندما رفض الشابين (جوليان وصديقه) منحهما الأوراق، شهر أحد المشتبه فيهما مسدساً حربياً، وسلبهما الهواتف الخليوية خاصتهم، اضافة الى مبلغ زهيد: 20 دولار أميركي، ربما لم يكن يستحق عناء شهر المسدسات. توالت عمليات السلب، وبعد أيام على تلك الحوادث، وقعت حادثة كانت نتائجها المادية أعلى من مبلغ 20 دولار بكثير. فقد قام شخصان مجهولان، يستقلان سيارة بي أم، بسلب المواطن أكرم ش. (1955 لبناني) مبلغ 10 آلآف دولار أميركي، بعدما هددوه بالسلاح، وفروا من منطقة بشامون حيث وقعت الحادثة، الى جهة مجهولة.
هذا لا ينفي أن بعض محاولات السلب تفشل أحياناً. ففي اليوم نفسه الذي سلب فيه أكرم، نجا مواطن آخر هو علي ع. (1973 لبناني) من عملية سلب. وأوردت التقارير الأمنية أن الأخير صرح أنه يعمل سائقاً في احدى شركات تأجير السيارات، وقد تلقت الشركة اتصال يومها من شخص يدعى محمد، طلب نقله من مدينة بيروت الى إحدى مدن الملاهي، بغية نقل شيخ سعودي. فوجئ علي بأن شخصاً يعترضه، وحاول اطلاق النار عليه، بعدما كسر زجاج السيارة الأمامي. بيد أن نجاة علي استثنائية، فان النجاة تصعب في حالة وجود السلاح بيد الراغبين في السلب.