خضر سلامةما هي البلاد الأكثر تقدماً في العالم؟ إذا ما قيس التقدم بمقياس بعض الصفات التكنولوجية في عالم الاتصالات خصوصاً كعدد الخطوط الهاتفية ومشتركي الجيل الثالث من الهواتف ونسبة مستخدمي الإنترنت وعدد الكمبيوترات، والمصروف الرسمي على البرمجيات والأدوات المعلوماتية المخصصة للاتصال؟ هذا ما حاولت دراسة The Connectivity Scorecard التي أشرف عليها البروفسور ليونارد وايفرمان من معهد لندن للأعمال، والمستشار في شبكة نوكيا سيمنز، أن يجيب عنها. المركز الأول ذهب إلى الولايات المتحدة بنتيجة 7.71 من عشرة، ومن ثم السويد والدنمارك بنتيجة قريبة، وهولندا والنرويج، ومن ثم المملكة المتحدة وكندا وأوستراليا وسنغافورة واليابان في المركز العاشر. ومركز اليابان، وغياب كوريا الجنوبية عن اللائحة، ليسا بالضرورة مفاجأة، حسب وايفرمان، فليس من الضروري أنه إذا امتلكت دولة ما تقنيات متطورة في مجال ما، فهي الأكثر تقدماً في المجال التكنولوجي عموماً، تبعاً لقياسات في حقول أخرى. الدول الاسكندينافية تصدرت في هذه الدراسة كما في مثيلاتها اللائحة بسبب النسبة الكبيرة لمستخدمي الإنترنت ولشبكات الاتصالات الواسعة، والانتشار العادل نسبياً للكمبيوترات في المنازل والمدارس.
وإذا كانت هذه اللائحة لا تعني إلا الدول المتقدمة اقتصادياً، فإن اللائحة المخصصة للدول النامية تصدّرتها ماليزيا، التي تخصص ميزانية ضخمة للبنية التحتية للدولة، ما يجعلها جاذباً لاستثمارات الشركات التكنولوجية الأجنبية وعروضها، أما مصر وتونس، فلم تتجاوزا عتبة الـ3,50 من عشرة.
وتهدف The Connectivity Scorecard حسب تعريفها لنفسها، إلى توعية الحكومات والمسؤولين إلى ضرورة الاستثمار في القطاع التكنولوجي الاتصالاتي، والتوعية إلى دوره في الاقتصاد الجديد وفي تدعيم البناء التربوي والمالي للدول.