لم يعد الملح مجرد مكوّن أساسي للطعام، فقد بدأت منذ فترة في الولايات المتحدة موجة اعتباره مطعّماً للأطباق، فبدأ المصممون بالتباري على ابتكار أشكال مختلفة منه، وكأنه نوع من البهارات. فأصبح هناك ملح مدخن، وآخر آتٍ من مناجم سيبيريا، أو مستخرج من المياه الأتلانتيكية الباردة. مشكلة هذه الابتكارات أنها ترفع أسعار الملح، إذ تحوّله إلى سلعة ذات قيمة مضافة، مخصّصة لطبقة مرفّهة، تتهافت على استهلاك الجديد والمختلف، وتستطيع تحمّل تكلفة استهلاكه مهما غلا ثمنه.في لبنان، بدأت هذه الحمى تصل إلى أرفف السوبر ماركت، حيث تعرض أملاح خاصة أو خشنة أو ممزوجة بالبهارات والأعشاب، من ماركات مختلفة، وبأغلفة جذابة، بأسعار تصل إلى ضعف سعر الملح الطبيعي. ورغم أن الأطباء ينصحون دوماً بالتخفيف من استهلاك الملح، معطراً كان أو مكرراً، إلا أنهم يشجّعون على استهلاكه باعتدال، ويدعون لاعتماد نوعه المقوّى بمادة اليود التي تمنع مرض الغدد. فإدخال اليود في تصنيع الملح في لبنان قد أدى إلى طفرة صحية منذ سنوات. وذلك لأنه أدّى إلى تقليص حالات أمراض الغدد بشكل هائل، وخصوصاً لدى أهالي القرى والجبال الذين لم يكن يصلهم يود البحر بالتّنشق كما يصل لسكان الساحل، فكانت معدلات إصابتهم بأمراض الغدد مرتفعة، وقد هبطت كثيراً منذ تاريخ استهلاكهم للملح المقوى باليود.
(أخبار)