سقط أمس عدد من الجرحى إثر خلاف بين طلاب من التعبئة التربوية في حزب الله وطلاب من حركة أمل في كليتي الحقوق والعلوم السياسية والإدارية وإدارة الأعمال، في المجمع الجامعي في الحدث. بدأ الخلاف فردياً بين طالبين، ليتطور إلى عراك بالأيدي والعصي، لم يفضّه سوى الجيش اللبناني
ديما شريف
انفجرت الأمور بين طلاب من حزب الله وحركة أمل... مجدداً. فبعد الخلاف الذي وقع في بداية العام الدراسي، اختلف الطرفان أمس مرة أخرى، ما أدى إلى عراك بالعصي ووقوع جرحى. وكان الخلاف السابق قد وقع على خلفية توزيع أحد المقررات وأدى إلى تكسير غرفة مجلس طلاب الفرع في كلية إدارة الأعمال ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، الذي يسيطر عليه حزب الله. ومنذ ذلك الوقت، و«القلوب مليانة» بين الطرفين، كما يؤكد عدد من الطلاب في كليّتي الحقوق والعلوم السياسية والإدارية وإدارة الأعمال المتجاورتين.
وفي تفاصيل حادث أمس، أنّ التعبئة التربوية في حزب الله في كلية إدارة الأعمال كانت تنظّم معرضاً عن الشهيد عماد مغنية في الباحة المشتركة بين الكليتين. وكان الصوت عالياً ووصل إلى قاعات التدريس في كلية الحقوق. وعندما لم يستطع أحد الأساتذة أن يتابع التعليم في ظل الضجّة، طلب من أحد الطلاب أن ينزل ويطلب خفض الصوت.
وكان مجلس طلاب الفرع في الحقوق، الذي يسيطر عليه طلاب حركة أمل، قد طلب مسبقاً من ناشطي التعبئة التربوية خفض الصوت من دون جدوى.
وتلاسن الطالب، وهو من حركة أمل، مع أحد الطلاب من حزب الله بشأن موضوع الصوت. وهنا يقول أحد الطلاب إنّ الإدارة استدعتهما، لكن لم يعقد الاجتماع، إذ اشتبك الطرفان وبدأ العراك بالأيدي. عندها عمد بعض الطلاب المناصرين لحركة أمل إلى تحطيم مكبرات الصوت التي تستخدمها التعبئة في معرضها. ويؤكد شاهد عيان أنّ طلاباً من حزب الله توجّهوا إثر ذلك إلى كلية إدارة الأعمال وجمعوا بعضهم بعضاً وعادوا مسلّحين بعصيّ وكسّروا غرفة مجلس طلاب الفرع الذي تسيطر عليه حركة أمل. عندها، نبّه أحد الطلاب الآخرين عندما صرخ: «جايين عليكم بالعصيّ».
بعد ذلك، عمد طلاب حركة أمل إلى حرق المعرض رداً على ما فعله طلاب التعبئة. وتصاعدت ألسنة اللهب من النوافذ ولم يبق شيء في المعرض سليماً. وصلت فرقة من الفهود لكنّها لم تستطع القيام بشيء لتطويق الخلاف، ولم تُفضّ «المعركة» إلا بوصول الجيش الذي تأخر 35 دقيقة وفصل بين المتخاصمين. ورغم ذلك بقي الوضع متشنّجاً بين الطرفين.
ويقول أحد الطلاب المستقلين إنّ استعداد حزب الله «للمعركة» كان واضحاً، إذ ظهرت العصي فجأة، ويعزو ذلك إلى محاولة الحزب الردّ على «تكسير» غرفة مجلس طلاب الفرع في إدارة الأعمال في بداية العام الدراسي الحالي. ويؤكد آخر أنّ طلاب حزب الله كانوا يرفعون الصوت قصداً، وطلاب حركة أمل «كان بدّن حجة تيعملوا مشكل». وسألت طالبة في الكلية عن دور الإدارة الغائبة عن فرض سلطتها، وخصوصاً أنّ المدير لم يتخذ أي إجراءات بحق مفتعلي المشكلة الأولى، ما شجّعهم على إعادة افتعال المشاكل من جديد.
ويوضح أحد مناصري حركة أمل الذي شاهد الخلاف ولم يشارك فيه، أنّ الإشكال بدأ فردياً، لكنّه تحوّل حزبياً. إذ «جمع كل واحد بوطته على خلفية عقول متخلّفة». ويضيف الشاب أنّ الجيش عمد إلى إطلاق النار في الهواء كي يستطيع تفرقة المتخاصمين. ويؤكد أنّه فضّل الانسحاب، لأنّه خجل مما حصل. أما أحد مناصري حزب الله فيؤكد أنّ الجو مشحون بين الطرفين على خلفية المشكلة القديمة التي حصلت في بداية العام الدراسي.
وعلم أن عدداً من الشباب الذين شاركوا في العراك أصيبوا إصابات طفيفة، لكن لم ينقل سوى أربعة إلى المستشفى، فيما حضر عناصر من الصليب الأحمر اللبناني وعملوا على إسعاف معظم الجرحى في المكان.


لا تعليق للدروس

يؤكد مدير كلية الحقوق ـــــ الفرع الأول الدكتور محمد منذر أنّه لن تُعلّق الدروس اليوم على خلفية إشكال أمس، خلافاً لما تناقله الطلاب. وقال منذر في اتصال مع «الأخبار» إنّ الإدارة لم تعرف شيئاً سوى أنّ الطرفين اختلفا، ولذلك جرى الاتصال بالقوى الأمنية. ورمى منذر بمسؤولية الإجراءات اللاحقة التي يمكن اتخاذها على رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر: «هو يتخذ الإجراءات ونحن ننفذها». أضاف منذر أنّ المشكلة سياسية وليست أمنية.
من جهته، رأى مسؤول الشباب في التعبئة التربوية في حزب الله يوسف البسّام أنّ كلمة «مشكل» مضخّمة، فما حصل لا يتعدى كونه سوء تفاهم بين شابين بسبب التسرّع. ولفت إلى أنّ القيادات تدخلت و«حليّنا الموضوع».