مغدوشة ـــ خالد الغربيلم تنم بلدة مغدوشة وأهلها ليل أول من أمس. أثقلتهم الهواجس وهم ينتظرون عودة المهندس المفقود يوسف صادر، الذي خطف صباح الخميس من على مقربة من مركز عمله في مطار بيروت الدولي. وشهدت البلدة أمس إقفالاً للمدارس والمحال التجارية، وضمّت كنيستها اجتماعاً حضره عدد من الشخصيات الدينية والسياسية، ليخلص الاجتماع إلى إنشاء لجنة متابعة من أجل تصعيد التحرك السلمي الهادف إلى الضغط لكشف مصيره. وتجدر الإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية لم تتمكن بعد من تحديد أي خيوط تمكّن من الكشف عن مصيره.
وفي منزل المهندس صادر كان الوجوم مخيّماً. والداه يصليان ليعود ابنهما سالماً. أما زوجته السيدة سلمى، فتروي للزوار كيفية علمها باختطاف زوجها: «لم أتلقّ اتصاله المعتاد الذي يجريه معي كل يوم بعد وصوله إلى مكان عمله في المطار ليطمئنني إلى أنه وصل بسلام. بادرت أنا إلى الاتصال لأتبلّغ أنه لم يحضر إلى المكتب، إذ ووجهت بسؤال: «لماذا لم يصل يوسف إلى العمل اليوم؟». تضيف الزوجة «تأكدت من أن طريق صيدا بيروت لم تشهد أيّ حادث سير، وتأكدت من أن سيارته لا تزال مركونة في صيدا كما في كل يوم». السيدة صادر، التي كانت تبكي غياب زوجها القسري، بعثت برسالة عبر «الأخبار» إلى الخاطفين: «أنتم مخطئون في العنوان. يوسف آدمي كتير ومش مشكلجي، كان يحل مشاكل الضيعة». كما بعثت برسالة ثانية إلى السياسيين: «إذا الأوادم هيك آخْرِتهم في هذا البلد، يعني الله يعوّض بالبلد»، لتطلّ بعد ذلك من نافذة منزلها وتنظر إلى تمثال سيدة المنطرة الذي لا يبعد إلا أمتاراً عن المنزل، تخاطب العذراء: «دخلك يا عدرا زوجي برقبتك. أعيديه سالماً إلى عائلته». وقد صدرت أمس ردود فعل مستنكرة لحادثة اختطاف صادر، أبرزها عن المجلس التنفيذي لنقابة مستخدمي وعمال شركة طيران الشرق الأوسط (التي يعمل فيها صادر).