رنا حايك
تُعدّ الخضار والفواكه زينة موائد لبنان وفخر إنتاج قطاعه الزراعي. إلا أن أهميتها تتخطى اعتبارات التزيين والرمزية الوطنية، ما دفع بمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والزراعة إلى التعاون لإطلاق مبادرة تعزّز إنتاج الصنفين واستهلاكهما، لأسباب صحية، كالحدّ من الأمراض غير المعدية، وأخرى علمية كتطوير آليات إنتاجهما وتوزيعهما واستهلاكهما.
فقلة تناول الفواكه والخضار تمثّل أحد الأخطار الصحية العشرة الأولى، وتناولها بالمعدلات الكافية، كعنصر من عناصر النظام الغذائي اليومي، قد ينقذ حياة حوالى 2.7 مليون نسمة حول العالم سنوياً، لقدرته على الحؤول دون الإصابة بأمراض خطيرة كأمراض القلب والشرايين وبعض أنواع السرطان.
إذ تقدّر الإحصاءات العالمية أن تكون قلة تناول الصنفين وراء 19% من سرطان المعدة والأمعاء، و31% من أمراض القلب، و11% من حالات الإصابة بالذبحة القلبية.
فتناول الخضار والفواكه المتنوعة بالكميات الموصى بها يؤمّن للجسد معظم المعدلات اللازمة له من المواد والألياف الغذائية. كما يساعد الاستهلاك العالي لها على التخلص من الأغذية الغنية بالدهون المشبعة والسكر والملح.
كذلك، يشير الباحثون إلى أن تناول الكثير من الفواكه والخضار يومياً كجزء من نظام غذائي صحي، قد يقلّل من احتمالات الإصابة بالأمراض المذكورة، وخصوصاً أنه يساهم في الحفاظ على الوزن.
وينصح هؤلاء بتناول 400 غرام يومياً للحماية من الأمراض المزمنة والبدانة.
إلا أن الإحصائيات تشير أيضاً إلى أن كميات الفواكه والخضار التي يتناولها المستهلكون تتفاوت كثيراً بين منطقة وأخرى من العالم، وتتراوح كميتها بين ما يقل عن 100 غرام يومياً في البلدان الأقل نمواً، يقابلها 450 غراماً لدى مواطني أوروبا الغربية.
أما في لبنان، فقد أظهرت إحدى الدراسات أخيراً أن معدلات استهلاك الفواكه والخضار تصل تقريباً إلى 367 غراماً، وأن 40% من الشريحة التي تناولتها الدراسة يستهلكون أقل من الكمية الموصى بها يومياً.
وفيما تنكشف أكثر فأكثر مع الوقت علاقة الغذاء الوثيقة بالصحة، تترسّخ البيّنة التي تؤكد أهمية الإكثار من تناول الخضار والفاكهة كخطوة أساسية لاحتواء الأمراض والتقليل من احتمالات الإصابة بها. خطوة لا يكفي الاعتماد على وعي المستهلك للقيام بها، بل يجب أن تبادر وزارتا الصحة والتعليم إلى إرساء هذا السلوك الغذائي لدى البالغين، وتحفيز طلاب المدارس على اكتساب هذه العادة. كما يجدر بوزارة الزراعة مراقبة نوعية هذه المنتجات لتحول دون أن يقع المواطن الذي يتناول الكثير منها، تجنباً للسرطان، في فخ التسمم بسبب كثافة استخدام المبيدات في إنتاجها.