حسين مروةأين أنت يا سيدة مصر الأولى، مصر العروبة، من عار معبر رفح؟ أين أنت يا سيدة سوزان، أفلا يقولون إن وراء كل رجل عظيم امرأة؟ فهل لك أن تخبرينا قليلاً عن «عظمة» زوجك الرئيس حسني مبارك؟ ومن له الفضل في هذه «العظمة»؟ هل لك أن تخبرينا غير الذي نراه ونشاهده ونسمعه من هذا «الرئيس العظيم»؟ هل هو فعلك أم فعله أم فعل الزمان برجاله؟
ماذا حصل حتى هانت عليه فلسطين فهان في عيون العرب أجمعين؟
ماذا حصل حتى صار هذا الرئيس عبئاً على كل أزمة تواجه هذة الأمة، بل أصبح عبئاً على الأمة نفسها؟ ما هو دورك يا سيدة سوزان؟ سؤال تسأله لك كل أم عربية وفلسطينية مفجوعة وتفجع كل يوم في غزة؟
فبصفتك سيدة لرجل يفترض أن يكون عظيماً في عيون العرب والمصريين خصوصاً، لماذا لا تتحركين يا زوجة أكبر رئيس دولة عربية لتذكريه بأن هنالك شعباً يُذبح وتُسفك دماؤه وتدمر دياره فوق رأسه بعدما سبق تجويعه حتى الموت؟
ألا تعلمين أن مجتمعاً بأكمله ينهار بالقتل والخراب والدمار الذي يمارس عليه.
نناشدك اليوم من أجل هذا المجتمع الذي نصفه نساء، والنساء نصف المجتمع، الذي يذبح أمام أنظار العالم دون أن يُحرك ساكناً تحت عناوين شتى. ما هذه البرودة يا سيدة سوزان مبارك؟ ما هذه البرودة التي تجتاح دماءكم؟
ألا يقولون إن للمرأة دوراً في المجتمع؟ متى يبدأ دورك يا سيدتي؟ ها نحن نذكرك بدورك، بواجباتك، بإنسانيتك؟
نعلم أن للسياسة دهاليزها وليس بمقدورك التأثير فيها أو عليها ولكن...
ولكن يمكنك أن تذكري من هو أب أولادك. لماذا لا تذكريه ما معنى أن ترى الأم أولادها تحت الركام ينزفون حتى الموت دون أن يقول لهم أحد ما هي ذنوبهم التي اقترفتها أياديهم، وما معنى أن يموت الأطفال بين أيدي أحبائهم دون أن يتمكنوا من إنقاذهم. اخرجي يا سيدة سوزان وخاطبي البشر المفجوعين وقولي لنا أين تكمن الرجولة عند زوجك العظيم، واشرحي لنا مواضع العظمة فيه.
ألا تعلمين أن غزة تذبح في الصباح والمساء وزوجك يكتفي بنقل شروط المعتدي لفتح معبر رفح؟
قل لنا يا «زعيم» كيف يحق لمن يقتل ويذبح أن يكون له دولة ولا يحق لحماس أن تدير عملية تحرير فوّضها بها شعبها؟ لماذا يجب أن تحكم حماس بالأسلوب الذي يرضيك ويرضي أعداءها ولا يجوز لها أن تحكم بالطريقة التي نجحت على أساسها في الانتخابات؟ لكن غزة يا «زعيم» قد أسقطت البقية الباقية من الأقنعة العربية بعدما صمد بعض هذة الأقنعة أثناء حرب تموز 2006 في لبنان.
أخيراً وكمواطن عربي، لا يمكنني إلا أن أحمّل المسؤولية للأنظمة العربية المتخاذلة وعلى رأسها النظام المصري الذي يحاول إذابة الوطن العربي بأكمله في ما يسمى «كامب ديفيد»، رأس المصائب كلها التي جعل منها النظام المصري قبلته الأولى مقابل إبقائه متسلطاً على الشعب المصري الحر الأبي مدى الحياة.