بيار الخورييطلّ علينا المسؤولون العرب، وفي طليعتهم الرئيس الأبدي حسني مبارك، ليتلو علينا قراره الأرعن غير الحر: «لن نفتح معبر رفح». فهو ينتظر مع باقي مؤسسي الهوية العربية الجديدة «الاعتدال العربي»، سقوط غزة واندثار معالم حياتها حيث أشلاء اللحم البشري تلتصق بالأرض وصوت الألم يتعالى فوق هدير الطائرات، إلى أن يأتي وقت جمع الحطام وتصفية المقاومة الفلسطينية، فينتهي المشروع الإيراني الفارسي كما يسمونه. يتكلمون وكأن الضفة الغربية خالية من جرثومة الاستيطان، أو كأن الجدار الفاصل أصبح أحجاراً مبعثرة على تراب فلسطين. يتفوهون وكأن الولايات المتحدة تخلت عن عقائدها العنصرية وعن تجذر «شعب الله المختار» داخل دولة إسرائيل التاريخية كما يدعون. فكما كانت فظائع الفاشية مقبولة لمنع التوسع السوفياتي، كما أن جرائم دولة إسرائيل العنصرية مكرسة أميركياً لسحق «حماس» وتوطيد الفكر الصهيوني، بالإضافة إلى إزالة شبح معسكرات أوشفيتز وبوخانفيلد من عقول اليهود.
لا يا حكام العرب. لا يمكن القبول بتدمير بلد لإنقاذه. ويا أيها الشعب الفلسطيني لا يمكن «لكل ما حققتموه بأيديكم أن يخربه الآخرون بأقدامهم»، كما يقول المحرر سيمون بوليفار، فالموت ضريبة لا بد منها للوصول إلى مجد التحرّر.
وأخيراً، لا بدّ من القول وبحسب ماريو سامنغو، زعيم حركة حرية الكلام، «عندما تصبح عملية تشغيل الآلة بغيضة جداً، يجب أن ترمي جسمك على التروس وعلى كل جهاز الماكينة وتجعله يتفوق».