حلا ماضي يعشق الدماغ السكّر، لكن ليس أيّ سكر وكيفما اتفق، فالسكريات ذات مؤشر التلوّن العالي (سكريات سريعة الاحتراق) تصل سريعاً إلى الدم، حيث تتسبّب بإفراز مادة الأنسولين بكمية عالية، ويسارع الأنسولين، بدوره، إلى إدخال هذا «الوقود» إلى الخلايا، وتكون الفاتورة عندها عالية: هبوط حاد في معدل السكر في الدم. لذلك يصنّف السكر في مجموعتين كبيرتين: السكريات البطيئة الاحتراق والسكريات السريعة الاحتراق. وقد عرفت الأولى بـ«البطيئة» لأنها مركّبة، إذ ينبغي أن تتفكّك قبل أن تمر في الدم، ما يتطلّب وقتاً، أما السكريات السريعة فهي «بسيطة» تمر في الدم سريعاً، لأنها لا تتطلّب أي تحويل عند هضمها. لذلك تُفضّل سكريات المجموعة الأولى، وهي غالباً ما نجدها في بعض المأكولات، كما تنصح الاختصاصية في الصحة العامة الدكتورة إيرينا حرشي، التي تدعو إلى تناول المعكرونة المسلوقة قليلاً، والابتعاد عن تناولها مسلوقة جيداً لأنها تتحوّل إلى سكريات سريعة الاحتراق، أما الخبز فعلينا تناوله مع مواد غذائية أخرى كسندويش الدجاج والخضار الخضراء حتى لا يبقى الخبز ضمن المجموعة الثانية.
وتدخل الخضار والفواكه ضمن استراتيجية «خفض» سرعة انتقال السكر إلى الدم، لأنها تكوّن هلاماً دبقاً يلتصق بالأمعاء، ما يمنع السكر من الوصول إلى الدم بسرعة كبيرة، كما تزيد حساسية الخلايا تجاه الأنسولين، ما يعني أن كمية أكبر من السكر يمكن أن تدخل في الخلايا فلا يبقى في الدم. لذلك ينبغي استهلاك الشمندر الأحمر والموز والكستناء باعتدال، وعلينا في هذا الإطار تجنّب سلطة الفواكه المعلّبة لأنها لا تحتوي على ألياف أبداً وهي تمثّل منجماً للسكر «السريع الاحتراق».
من جهة أخرى، يُفضّل استهلاك الهليون والملفوف واللوبياء والخس والجوز واللوز والزيتون والبرتقال والبندق والبصل الذي يحتوي على أحماض أمينية مكبرتة توفّر الجهد على البنكرياس بتجنيبه إفراز الأنسولين بتزايد. فالبصل «صديق» يُفضّل التهامه نيئاً أو مطهوّاً لأصحاب الأمعاء الحساسة، هذا بالإضافة إلى دهون الأوميغا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية، التي تساهم بدورها في جعل معدل السكر في الدم متوازناً.