جهاد السيدبطريقة مثيرة للاشمئزاز، خرج علينا رئيس منظمة الشباب التقدمي السيد ريان الأشقر، ليسلّم مبلغ 50 ألف دولار مقدّمة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى الهلال الأحمر الفلسطيني. وأبى الأشقر ــ بتعليمات من سيده على ما يبدو ــ إلّا أن يضع الظرف في يد الشخص الموكل أمام عدسات الكاميرات، في خطوة إعلامية واضحة تعبّر عن الرياء الذي يتمتع به معظم المسؤولين اللبنانيين. اللافت أيضاً أن تسليم المبلغ جرى بحضور مندوب عن تيار «المستقبل»، مبشراً بأن هذا التيار أيضاً بصدد تقديم مساعدات مماثلة.
هو العهر السياسي بعينه، حين تصبح مساعدة الشعب الفلسطيني منّة يقدمها المسؤولون أمام عدسات الكاميرات، وكأنهم نسوا فضل منظمة التحرير الفلسطينية عليهم خلال 40 عاماً مضت. كان السيد جنبلاط يعتاش على هبات المنظمات الفلسطينية، التي لم تتكفل فقط بدفع المبالغ الطائلة لزعيم الاقطاع «الاشتراكي»، بل «سخرّت» مناضليها للدفاع عن الجبل في أكثر من معركة من المعارك التي جرت أثناء الاجتياح الإسرائيلي وأثناء المواجهات مع «القوى الانعزالية».
أمّا حضور مندوب تيار المستقبل في هذه الهمروجة الإعلامية «الريائية»، فإن دلّ على شيء، إنما يدلّ على أن ما تبرّع به جنبلاط هو من «لحم كتاف» زعيم المستقبل سعد الحريري، الذي نسي بدوره أن بيروت التي يمثلها (فقط في المجلس النيابي طبعاً)، كان الفلسطينيون أوّل من دافع عنها بوجه الصهاينة عام 1982.
السؤال الذي يطرح نفسه أمام هذه الهمروجة، هل يحتاج الشعب الفلسطيني إلى متاجرين جدد باسمه، لا يقدمون المساعدات إلا أمام العدسات؟ وهل ولىّ عهد فاعلي الخير المجهولين الذين تركوا آثارهم الطيبة على القضية الفلسطينية من دون أن نعرف هويتهم؟