«سعاد حسني لن تتكرر»، هذا ما كان يردده المخرج الراحل يوسف شاهين عند سُؤاله عن فنانة استثنائية. الكلام على موهبة سعاد حسني وحضورها المميز تكرار لآلاف المقالات التي كتبت عنها، بل إن هذه المرأة التي تحولت إلى أسطورة، ومثّلت حلماً بالنسبة إلى الكثير من الرجال، سطع نجمها سريعاً، وسلطت عليها الأضواء «حتى حرقتها» كما كانت تردد هي نفسها. لا داعي إذاً لتكرار الكلام على موهبة سعاد حسني، ما يهمنا هو التوقف عند الصورة التي قدمتها عن المرأة. اختارت سعاد في أدوارها أن تجسد المرأة بكل تلوناتها، أخرجتها من عباءة الكائن المغلوب على أمره أو المثالي. إنها البطلة التي تحب أكثر من رجل، إنها الزوجة التي تقع في «الخطيئة»، الراقصة التي تلهب المشاعر، ابنة «العالمة» (مديرة فرقة رقص شعبية) التي تواجه مجتمعاً تحكمه عقلية محافظة، إنها المستهترة أحياناً، والفائقة الذكاء أحياناً أخرى. تقع في حب زوج صديقتها، أو تتلاعب بقلوب عشرات الشبان، تدرس في الجامعات وتحتل «وظيفة محترمة».بدأت سعاد حسني التمثيل عام 1958، ارتبطت مسيرتها وحياتها بأسماء كبار المخرجين والفنانين، ولن ننسى أنها عدّت الشاعر الراحل صلاح جاهين أقرب أصدقائها بل «الأب الروحي» لها... إنها فنانة كسرت الصورة النمطية لبطلات السينما.