سعاد حبقةلا تعاني الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية مشكلة تلزيم الكافيتيريات الموجودة فيها. لكن ليس كلّ مَن رست عليه المزايدات سعيد بعمله. «ما بينشغل مع الدولة»، يقول مسؤول الكافيتيريا الفارغة من الطلاب في كلية الآداب، روبير كرم. فكرم غير راضٍ عن المردود والإدارة. الوضع يختلف كلياً في الإعلام. حجوزات وVIP (ناس مهمون جداً)، وإذا تأخرت فلا أمل بكرسيّ فارغ. تبدأ الحصص والطلاب لا يتحركون، ليبقى المستفيد الوحيد إيلي بشعلاني، صاحب «لا كافيت». «مبيعاتنا تفوق توقّعاتنا»، يصرّح مبتسماً. لكن ليس كلّ الطلاب يستخدمون هذا المرفق، فسيرينا سلوم تفضل الجلوس في المرأب. «كل مكان إلا الكافيتيريا» التي تعدها «مزرعة ورائحة الدخان فيها تقتل».
أما في كلية العلوم فيستلزم الوصول إلى الكافيتيريا لافتات. وعندها تظهر المفاجأة: استراحة كبيرة تستوعب كل الطلاب و«توفّر الأجواء الملائمة»، وخصوصاً مع الحديث عن توفير خط إنترنت قريباً. اختار بعض الطلاب لعب الورق، لكن النرجيلة مرفوضة من صاحب الكافيتيريا، أنطوان أبي خالد، تلبية لشروط إدارة الجامعة. في كلية الحقوق والعلوم السياسية، تؤكد الطالبة ماري جعجع إدمانها ارتياد الكافيتيريا، وتعلّق: «إذا ما دخنت سيجارة وشفت العجقة ما كأني جيت عالجامعة». إلاّ أنّ «عمو جورج» صاحب الكافيتيريا غير راضٍ عن المردود بعدما انخفض عدد الطلاب إلى نحو 50 في المئة كما يقول. أما ستيفاني نادر التي اختارت الجلوس في الشمس، فتلفت إلى أنّ الضجيج في الكافيتيريا لا يطاق، ورائحة الدخان «تزيد الطين بلة».