جلنار واكيمرقصة الكدرة أشهر الفنون الصحراوية وجزء أساسي من هوية قبائل التوارغ. تعيش هذه القبائل في الجزائر والمغرب وموريتانيا، وتتشابه ممارساتها الثقافية وطريقة عيشها. الكدرة عبارة عن أداء غنائي وإيقاعي وحركي يمارس في إطار الاحتفالات الصحراوية كالأعراس والسهرات الليلية. تقترب إيقاعات الكدرة من إيقاعات الفلامنكو، ويعدّ هذا الرقص مزيجاً من الرقص الهندي والعربي. تختص هذه الرقصة بالنساء، حيث ترقص امرأة واحدة أو أكثر وسط حلقة من الرجال (الكارة) الذين يصفقون ويرددون الأهازيج تحميساً للراقصة.
تجلس الراقصة وسط الموسيقيين والمشاهدين، تلبس قفطاناً وتغلّف وجهها كاملاً بحجاب لونه أسود أو كحلي. ترمز هذه البداية إلى الظلمة المطلقة، وهي المرحلة التي يجهل فيه الإنسان كل شيء. تبدأ الراقصة بالتلويح بيديها في الاتجاهات الأربعة: شمالاً ورمزيته للجنة وجنوباً للأرض وشرقاً للهواء وغرباً للماء. ثم تبدأ الراقصة بتحريك حوضها يميناً ويساراً، ثم إلى الخلف وإلى الأمام. ترمز حركة الخلف إلى الماضي وحركة الأمام إلى الحاضر. وخلافاً لأنماط أخرى من الرقص الشرقي، على الراقصة أن تنقل رمزية الحركات التي تؤديها دون أن يكون الجسد محط الرقصة. كما ذُكر الله والأجداد في الأناشيد.