فاز الطالب في الدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم، هشام طعمة (بلا حدود)، بأعلى منصب طلابي في الجامعة الأميركية بعد اختيار «السيناريو الأمثل» مع قوى المعارضة
فاتن الحاج
نجحت مجموعة بلا حدود اليسارية المستقلة في اقتناص فرصة وصولها إلى منصب نائب رئيس المجلس الطلابي الأعلى (vp) في الجامعة الأميركية في بيروت، فارضة بذلك معادلة جديدة بعد غياب دام 5 سنوات. وفي التفاصيل، لم يكن أيّ من طرفي المعارضة و14 آذار قادراً على حسم المعركة في كلية الآداب والعلوم التي تحسم بدورها الانتخابات. وبما أنّ «بلا حدود» نالت خمسة مقاعد في الكلية، استطاعت اختيار أحد «السيناريوهين»: الأول قدمته قوى المعارضة ويقضي بإعطاء المجموعة خمسة مقاعد في المجلس الطلابي الأعلى (USFC) ونائب الرئيس، والثاني عرضته قوى 14 آذار التي وافقت على التنازل لـ«بلا حدود» عن المقاعد الخمسة، مقابل أن يكون نائب الرئيس قواتياً.
وفي المحصلة، حدث التفاهم مع «المعارضة»، وانتخب هشام طعمة نائباً للرئيس بالتزكية بعدما آثرت قوى 14 آذار عدم ترشيح أحد لهذا المنصب. والمفارقة أنّ طعمة لم يعرض برنامجه الأكاديمي الذي انتخب على أساسه، «إذ لم يكن هناك منافس آخر».
وبعد فوز طعمة، انتقل المندوبون في المجلس الطلابي الأعلى (17 طالباً) و7 أساتذة لاختيار أمين السر وأمين الصندوق، ففاز باتريك عون (تيار وطني حر) بأمانة سر المجلس، فيما وصل علي بدير (حركة أمل) إلى أمانة الصندوق بعد مخاض عسير قضى بإعادة العملية الانتخابية ست مرات، نتيجة التعادل في الأصوات مع سيرج سيسريان (14 آذار). وفي تعليق على النتائج، أكدت مجموعة بلا حدود «أننا ما زلنا مستقلين واستطعنا أن نفرض أنفسنا على الآذاريين، فالمعارضة لم يكن أمامها سوى التفاهم معنا، وممثلونا في المجلس الطلابي الأعلى لم ينتخبوا أمين السر وأمين الصندوق من منطلق سياسي، بل على أساس السيرة الذاتية للمرشحين، وبالتالي ترك لهم الخيار بأن يمنحوا أصواتهم لمن يريدون، وبالمناسبة، فمعركتنا في انتخابات ممثلي كلية الآداب والعلوم كانت مع المعارضة لا مع 14 آذار». يذكر أنّ المجموعة أوصلت في العام الجامعي 2002 ـ 2003 يوسف حداد إلى منصب نائب الرئاسة في واقع مشابه، إذ نالت حينها 4 طلاب في المجلس الطلابي.
من جهته، وصف مسؤول التيار الوطني الحر فيكتور عبود «ما حصل بالتفاعل العضوي والتلاقي بين فريقين تبين أنّ هناك الكثير من الأفكار المتشابكة التي تجمعهما، فاخترنا وصول الأكفأ أكاديمياً لتقديم النموذج في المجتمع المصغر في AUB». أما طلاب حركة أمل فكانوا ينتظرون أمام مبنى «وست هول» يترقبون نتيجة محازبهم علي بدير التي طالت كثيراً. وعندما وصلت خبرية الفوز هاتفياً، لم يجدوا أمامهم سوف الهتاف «علي، علي، علي».
في المقابل، لم يكن مناصرو الطرف الآخر في أفضل حال رغم عدم اعترافهم بخسارة مجلس يسيطرون عليه منذ 3 سنوات. وبرز أمس موقف لمنسّقية شباب المستقبل في الجامعة التي أعلنت «استقالتها لخدمة استمرارية التيار في الجامعة وليصبح القرار، قرار الشباب الذي نجح بتحقيق النصر الانتخابي لقوى 14 آذار حاصدين 51 مقعداً على صعيد كل الكليات». ويشرح مسؤول التيار جاد بارودي «أنّنا ما زلنا تيار مستقبل، والمقصود إعادة ضخ دم جديد في الجامعة»، مشيراً إلى أنّ «بلا حدود» فقدت استقلاليتها وصدقيّتها.