الياس كرباجإن السيبة العسكرية المتمثلة اليوم بمواقف الجنرالات الثلاثة ميشال سليمان، ميشال عون، جان قهوجي، التي تنطلق أساساً من مناقبية الجيش اللبناني الوطنية المرتكزة على مبادئ الشرف، التضحية، الوفاء، يدعمها الكثيرون من اللبنانيين الوطنيين الشرفاء، لأنها تجسّد تطلعاتهم المرتكزة على الشراكة والوحدة الوطنية والانفتاح على كل الشرائح المنتشرة على كامل مساحة الوطن. سيبة تجابه اليوم ببعض الأبواق السياسية الموالية والمنضوية تحت إمرة مايسترو معروف، في معزوفة ناشزة تطال عناصر هذه السيبة مباشرة أو بالواسطة، لا لشيء إلا بسبب انفتاح هذه العناصر على سوريا المجاورة للبنان، التي تجمعه معها مصالح اقتصادية وأمنية وسياسية لا يمكن التغاضي عنها.
هذه الأبواق الناشزة التي كانت سابقاً منفتحة كلياً على سوريا، وتدافع عن سياسة الوصاية السورية التي كانت مفروضة على لبنان، تنكّرت لماضيها القريب الذي كان منغمساً حتى الثمالة في التبعية والعمالة والوطنية المزيفة، وراحت تصب جام غضبها على هؤلاء الجنرالات الأوفياء الأكفاء بسبب هذا الانفتاح الواقعي والمدروس، ممّا يدل على إفلاسهم السياسي الذي كان مبنياً على الزيف والمواربة، وتحولاتهم السياسية المشبوهة المرتكزة على تحقيق مصالحهم وأهوائهم الشخصية ورفض الآخر وإبعاده بشتى الطرق والوسائل للبقاء على الساحة السياسية دون منازع. وقد نسي هؤلاء تاريخهم الموصوم بالخزي والعار، الذي بات مكشوفاً أمام اللبنانيين الوطنيين الشرفاء.
هذه الأبواق الناشزة التي انكشفت نواياها اللاوطنية، ولكي تغطي عريها وإفلاسها، تهاجم اليوم رموز الجيش الوطني المعروفة بالصدق والنزاهة ونظافة الكف أملاً منها بقطع الطريق على كل مَن يحاول إعادة لبنان إلى مساره الصحيح وتاريخه العريق في الديموقراطية والانفتاح والتوافق مع الآخر، والتي يعمل على ترسيخها هؤلاء الجنرالات الثلاثة دون زيف أو مواربة، وهم كالأشجار المثمرة التي تعطي دون حساب أو تزلّف، فترشقهم هذه الأبواق بالحجارة السامة لتنال من ثمارها. وهم لا يدرون أنهم يرشقون المدرسة التي اشتهرت بالشرف والتضحية والوفاء، والتي أعطت دون حساب قوافل طويلة من الشهداء الأبرار في سبيل بقاء الوطن سيداً حراً مستقلاً ويتسع للجميع، وهي شعارات استثمرتها هذه الأبواق لمصالحها الشخصية متناسية تضحيات الجيش اللبناني في سبيل بقاء لبنان. هؤلاء لا يدرون أن هذه المؤسسة الوطنية هي الوحيدة القادرة على خلاص لبنان، ورجالاتها هم الوحيدون القادرون على قيادة السفينة إلى بر الخلاص، وهم الوحيدون الذين يعملون على أن لا يكون لبنان مزرعة سائبة لأمثالهم، فلبنان بدون الجيش لا حول له ولا قوة.