عكار ــ خالد سليمانإذا كانت كل الطرق تؤدي إلى الطاحون، فطرق وادي خالد لا تؤدي إلا إلى الموت، حيث يقتل ويصاب سنوياً عشرات الأشخاص جراء حال الطرق السيئة التي تتحول في أول «شتوة» إلى مستنقعات وحول ومياه آسنة. هذا ما دفع أبناء وادي خالد لاستبدال السيارات بدراجات نارية باتت وسيلة الانتقال المفضلة، مع ما توفره من مصاريف ووقت. حتى لا يكاد يخلو أي منزل من دراجة أو أكثر لنقل أفراد العائلة.
وفي جولة على قرى وادي خالد، يتضح حجم المأساة التي يعانيها المواطنون. فقد ملّ هؤلاء وعود المسؤولين بتحسين الطرق، ما دفع البعض منهم للمبادرة بردم الحفر بالأتربة والحجارة، كما هي الحال في بلدة الرامة التي تحوّل طريقها إلى ما يشبه الأخدود بعدما حفرته مياه المنازل والصرف الصحي، وبات يمثّل خطراً على السلامة العامة.
الطريق الرئيسية الممتدة من مدخل وادي خالد في نقطة الأمن العام، إلى بلدة العماير (7 كلم)، مليئة بالمطبات، ويستغرق اجتيازها نحو ربع ساعة، وأغلب الحوادث تحدث عليها بسبب ضيقها ووعورتها. طريق الوعر الذي يربط قرى وادي خالد بالحدود السورية باتت اسماً على مسمى. حيث يصعب على السيارات الصغيرة عبورها بعدما خربتها شاحنات الترابة المهربة إلى سوريا. الأمر الذي دفع بلديات مشتى حسن ومشتى حمود وشدرا المجاورة لوادي خالد، إلى إلزام سائقي الشاحنات بسلوك طريق فرعية حفاظاً على الأوتوستراد الذي أنجزه مجلس الإنماء والإعمار منذ سنوات قليلة.
أما الطريق الذي يربط وادي خالد بمنطقة جبل أكروم والبقاع، فليس بأفضل حال، وخصوصاً مع مرور الشاحنات الضخمة عليها. وتكاد العبّارة التي تربط قرية المونسة في جبل أكروم بقرى وادي خالد تنهار في أية لحظة، بعدما جرفت سيول الأمطار ما بقي من الجسر الذي يمثّل خطراً على السيارات وركابها. ويعتزم عدد من شبان وادي خالد الاعتصام والتظاهر تمثلاً بأهل القبيات الذين كانوا قد قطعوا طريق البقاع العابرة لأرضهم احتجاجاً على عدم تزفيت طرقهم، كما قال منسق الحملة أحمد العويشي، مضيفاً «إننا بانتظار لقاء وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي قبل القيام بأي تحرك»، لافتاً إلى أن «الولد يلي ما بيبكي بلبنان الدولة ما بترضعه».