جلنار واكيم الزار ظاهرة فولكلورية تنتشر في صفوف قطاع من أبناء الطبقات الشعبية، وتُمارس في العديد من مناطق أفريقيا الشمالية، وخاصة في مصر. ويسود الاعتقاد بأن أصول الزار تعود إلى الحبشة، فيما يرى بعض المؤرخين أن الزار «وفدت» إلى المجتمع المصري خلال القرن التاسع عشر بعد الفتح المصري للسودان في عهد «محمد علي باشا»، إلا أنه اكتسب طابعاً مصرياً، إن كان على صعيد تسلسل الاحتفال أو على صعيد مضمون الأناشيد. الزار كلمة مستعارة من اللفظ الأمهري، ومعناها عند الأحباش شر ينزل بإنسان ما. ويقال إنها أتت من كلمة الزيارة، أي أن الجن تزور الآدميين وتسكنهم. الزار عبارة عن جلسات علاج جماعية، تقوم على أساس إثارة الانفعالات وإطلاق عقالها تحت ضغط من الموسيقى الصاخبة، ومن صفاتها الخاصة طرد الأرواح الشريرة، ويُعتقد أن هذه الحالة تساعد في إخراج الجن من جسد الإنسان المسكون بروح أخرى. يتضمن الزار موسيقى شعبية وأناشيد دينية، بالإضافة إلى الرقص الشعبي (التفقير). يكرّر المشاركون في الزار حركات على وقع الطبول، مما يدخلهم في حالة هذيان، فيقعون في النهاية أرضاً. وتقرع الطبول بداية ببطء، ثم تزيد السرعة والقوة تدريجياً. تتناسق حركة المشاركين مع الإيقاع الموسيقي. كما يُستعمل البخور للمساعدة في عملية تطهير الجسد. يتعرض الزار منذ ظهوره في مصر لمقاومة شديدة من رجال الدين وبعض المفكرين. اليوم، بات الزار مُهدداً بالزوال، وقد تقلص عدد الفرق التي الموسيقية المتخصصة به، فعزف موسيقاه مهنة كانت تُتوارث، وقد أُدخل الزار في عروض الرقص الشرقي، وكانت نادية جمال أول من نظم حركات الزار. ويبقى السؤال اليوم: كيف يمكن حماية هذه الممارسة التي بقيت راسخة في المعتقدات الشعبية فترة طويلة؟