الفيلم: «مدام بوفاري» (فرنسا ـ 1991)المخرج: كلود شابرول
بطولة: إيزابيل هوبير، جان فرانسوا بلمار
معظمنا قرأ رائعة الكاتب الفرنسي فلوبير «مدام بوفاري»، فكانت المرأة المتمردة على أعراف المجتمع المحافظ في نظر البعض، وامرأة طائشة ولعوباً ضحية لشهواتها في نظر آخرين. لكنها لم تُمحَ من ذاكرة من درسوا الرواية في إطار المناهج المقررة للصفوف الثانوية.
وقد ألهمت هذه الرواية مخرجي المسرح والسينما، وحتى التلفزيون، فاقتبسوها وصنعوا منها أعمالاً فنية. ما يهمنا هنا هو فيلم كلود شابرول، فهو لم يخرج عن عالم الرواية، لكنه ركّز أكثر من غيره على تلك العلاقة السيئة بين إيما (مدام بوفاري) وابنتها بيرت.
وفي الفيلم، سنتابع حواراً مأخوذاً من دون أي تعديل من الرواية، فحين تكون إيما وحيدة تبعد عنها ابنتها بكلمات أو بحركات عنيفة، وفي إحدى المرات وقعت الطفلة أرضاً وجُرحت، وعندما عاد الأب قالت له إيما إن «بيرت كانت تلعب فجرحت نفسها».
هذا المشهد خير تعبير عن المخاطر التي يمكن أن يعيشها طفل يكبر مع أم تتلهى عنه، وقد تكون تحتقره، فهو طفل لا ينتمي إلى العالم الذي تريد أمه أن تعيش فيه. هكذا، نتابع إيما تنظر إلى طفلتها النائمة وتهدس قائلة: «كم هي قبيحة هذه الفتاة!»، وتعكس هذه الجملة احتقاراً للطفلة ولوالدها الذي لم تعد إيما تريده.