ديما شريفلا يتوافق جميع طلاب الفروع الثالثة في الشمال على رأي موحّد في ما يتعلق بقرار إلغاء الانتخابات الطلابية للعام الدراسي الجاري. فمن جهة، أصيب الطلاب المعارضون بصدمة جراء القرار، إذ كانت بعض الأوساط الطلابية المعارضة متفائلة بشأن تحقيق خرق بسيط في الكليات التي تسيطر عليها قوى 14 آذار. أما الموالون فصدمتهم كانت أخف، إذ تحسّر بعضهم على عدم التمكن من «إعادة ترسيخ انتصاراتهم الكبيرة»، كما يقول طالب ناشط في تيار المستقبل في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
ويرى بعض الطلاب أنّ القرار سياسي بامتياز لعدم وجود رغبة لدى القوى المعارضة والموالية في أن تخوض معركة مصغرة قبل الانتخابات النيابية المقبلة وتريد توفير جهودها للاستحقاق الكبير. في المقابل، يتهم بعض المعارضين رئيس الجامعة بحرمانهم حقهم في الرد على انتصارات الأكثرية.
لكن قسماً كبيراً من الطلاب يرى أنّ القرار مجحف بحقهم في ما يتعلق بممارسة حريتهم في اختيار ممثليهم، وخصوصاً أنّهم لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات النيابية. وبالتالي ستجد شريحة كبيرة من الشباب نفسها غير ممثلة في الجامعة أو المجلس النيابي. موقف يحمله مسؤول الطلاب في حزب التحرر العربي وليد الخطيب، إذ يرى أنّ من غير العادل حرمان الفئة الشبابية من التمثيل في جامعاتها وخصوصاً أن الأغلبية الساحقة من بين هؤلاء تنتمي إلى الفئة العمرية 18ـ21، أي تلك الممنوعة من المشاركة في الانتخابات النيابية.
يشارك تيار المردة حليفه «حزب التحرر العربي» الموقف الشاجب للقرار. فيرى مسؤول الشباب فيه شادي دحدح أنّ العملية الديموقراطية لا تسير بهذه الطريقة. ويضيف دحدح أنّ الانتخابات الجامعية تعكس صورة المجتمع وبالتالي هناك رفض كبير لقرار إلغائها. ويرى دحدح أن لرئيس الجامعة زهير شكر تقديره الخاص لإلغاء الانتخابات لكن رغم ذلك لا مبرّر لهذا القرار. ولا ينفي دحدح إمكان تنفيذ تحرك مستقبلي لمحاولة ثني الرئاسة عن قرارها لكن بعد التشاور والتنسيق مع الحلفاء.
ويبرز موقف «جمعية العزم والسعادة» بين القوى الشبابية الشمالية. فيؤكد مسؤول الشباب أحمد الخطيب أنّ القرار كان متوقعاً من رئاسة الجامعة لتفادي الخلافات المحتملة. فالاستحقاق الجامعي هو اختبار للانتخابات النيابية المقبلة ويعّبر عنها. ورغم هذا الإلغاء يتمنى الخطيب من القوى الطلابية المختلفة الاستمرار في مساعدة الطلاب الجامعيين وتقديم الخدمات لهم بغض النظر عن إجراء الانتخابات أو إلغائها.
ومن بين الطلاب الذين يرفضون «القرار المجحف بحقهم» تبرز بعض الأصوات المرحبة بإلغاء الاستحقاق. فربى، وهي طالبة في كلية الآداب ترى أنّ القرار «عظيم» لأن الانتخابات تلهي الطلاب عن دروسهم وتشغلهم بمواضيع أكبر منهم، وخصوصاً أن السياسيين يستغلونهم في حروبهم الصغيرة في الجامعات. موقف يشاركها فيه صديقها مراد الذي يرى من غير الطائل استمرار الانتخابات في الجامعة لأنها تسيّس الشباب قبل أن ينضجوا كفاية لاتخاذ قرارات واعية.