وضعت أمس وزيرة التربية والتعليم العالي، بهية الحريري، الحجر الأساس لمدرسة التبانة الثانية في طرابلس، بعد أسابيع على احتفال مماثل لمدرسة أخرى
إيلي حنا
«أتمنى أن أتعلم في هذه المدرسة»، يقول خالد، ابن التسع سنوات لرفاقه. وقف خالد وأصدقاؤه ينظرون بذهول إلى الشكل الهندسي للمبنى المدرسي الجديد في منطقة باب التبانة. يقاطعه صديقه هادي قائلاً: «أنت أصلاً خارج المدرسة، فمن سيستقبلك في مدرسة كهذه؟». هي لحظات، ويتأكد الأولاد من أن عملهم انتهى في هذا المكان، فيعودون للعب في الحي المجاور. كان الأولاد يتطفلون على احتفال وضع الحجر الأساس لمدرسة التبانة الثانية، حيث احتشد جمع من أهالي المنطقة وفاعليات مدينة طرابلس، بحضور وزيرة التربية والتعليم العالي، بهية الحريري. وجود الوزيرة الحريري وعدد النواب المرتفع جعل مجموعة من المراهقين خارج ساحة الاحتفال يعتقدون أن هناك مهرجاناً لتيار المستقبل فقط، ولن يُدَشّن أي مبنى.
لم يختلف المشهد كثيراً أمس عن حفل وضع الحجر الأساس لمدرسة التبانة الأولى الذي أقيم منذ أسابيع، مع زيادة بسيطة بنحر بضعة خراف على شرف الوزيرة. إذ زيّنت أعلام تيار المستقبل وصور الحريري، الأب والابن، المباني المحيطة وشرفات المنازل، في ظلّ وجود كثيف لقوى الأمن الداخلي والمسلحين المدنيين. وحده النائب محمد عبد اللطيف كبارة آثر التحرك بين المواطنين أثناء النشيد الوطني، فراح يستمع إلى كل شخص على حدة، وكان أول من وصل إلى مكان الاحتفال وتنقّل بين المشاركين من دون أي حماية تُذكر، محاولاً التسليم على من وصلت له يداه.
بالعودة إلى أجواء النشاط، كان كل شيء مُعداً ليتحول الحفل إلى مهرجان سياسي بامتياز، فتعهد عريف الحفل الرد على زلزال 14 شباط بزلزال «من نوع آخر» في صناديق الاقتراع. فيما أكّد النائب مصطفى علّوش في كلمته التي ألقاها باسم أهالي التبانة أنّ المنطقة رمز الصمود التاريخي مع «محاولات الإهمال المقصودة وغير المقصودة»، وأنّ التعليم الرسمي هو الأساس، وتخرّجت منه مئات الكوادر الوطنية، كالرئيس رفيق الحريري. لكنّه استدرك قائلاً إنّ «اليوم غير البارحة، فلم يعد القطاع الرسمي بخير». ومن هنا، استنتج علوش أهمية المشاريع المدعومة من النائب سعد الحريري، وشدّد على «تخطّي مسألة بُعد المدرسة عن المنزل» التي كانت تعانيها المنطقة، والتخفيف من مشكلة التسرب المدرسي بوجود هذه المدرسة في قلب التبانة.
وتتابع على الكلام منسق تيار المستقبل في الشمال، عبد الغني كبارة، فتناول أهمية المشروع وتقسيمه الهندسي. واختتم الحفل بكلمة لوزيرة التربية. يذكر أن مدرسة التبانة الأولى ما زالت على «الحجر الأساس» ولم يتغيّر شيء في المكان سوى إقفال ملعب كرة القدم التابع لفريق المودّة.
وبدأ «المستقبل» يومه الطرابلسيّ الطويل بافتتاح «حديقة الملك فهد بن عبد العزيز» في محلة المعرض بحضور السفير السعودي عبدالعزيز خوجة ومفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، بالإضافة إلى الوزيرة الحريري وفاعليات المدينة. ووُزِّع على مدخل الحديقة بيان باسم «ابن البلد» بعنوان «الببغاوات تردد كلمات أسيادها» ينتقد فيه المتهجّمين «على الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية» و«الأفلام الآتية من عالم الفضاء وخيال مخرجها» تعليقاً على ما عرضه التلفزيون السوري. وتلا الافتتاح غداء في معرض رشيد كرامي الدولي.