بيار الخوريقبل جلسة مجلس الوزراء في 15/11/2008، قام «الآذاريون» بعرض وتحليل مسهب عبر نوابهم لزيارة وزير الداخلية زياد بارود إلى سوريا، وإدراج عروض الخلوي لوزير الاتصالات جبران باسيل، فشنوا هجوماً عنيفاً على الوزيرين ضمن إطار خطة جديدة وذكية انتخابياً «الهجوم الاستباقي». وقد ساعدهم على ذلك أمران: الأول سكوت الوزيرين والتزامهما الرد في مجلس الوزراء فقط، وهذا الأمر ينوَّه بهما عليه لما له من دلالات حكمة واتزان ودفع الموضوع إلى خارج عالم «الدعارة السياسية». والثاني اصطفاف بارود السياسي، فالوزير محسوب على الكتلة الوسطية داخل مجلس الوزراء، وقد أبقى نفسه خارج البازار الإعلامي الملوّث، متحصناً بموقع الرئيس الحيادي. الهجوم الاستباقي يندرج ضمن إطار «تأخير ظهور الحقيقة»، حيث أكثروا من «ظهوراتهم الإعلامية» وحوّلوا المنابر السياسية إلى أمكنة ظالمة تزيد عتمتها عمليات التخوين ونهب الدولة. هم مدركون تمام الإدراك توكيلهم لبارود الذهاب إلى سوريا وتردي خدمة الخلوي، لكنهم أكثروا الهجمات لعلهم يكسبون بعض الأصوات ويخبئونها إلى الربيع المقبل. لكن ربيعهم لا يمكن أن يكون كربيع براغ، لأن ربيع 1968 سحب جيوش الاتحاد السوفياتي من أرض الطالب يان بالاك، أما ربيع ما يسمى «ثورة الأرز» فهو مجهول لأن فكرة تنقية الوطن من «السوريين» أصبحت شبحاً وهدفاً غير هادف في الوقت نفسه لربح الانتخابات.