تتابع «الأخبار» دراسة أوضاع المخافر في البقاع قبل أن تنتقل إلى المحافظات الأخرى. وتعرض اليوم أوضاع فصيلة شتورا وهي من أكثر فصائل قوى الأمن اكتظاظاً من جهة حجم المهمات وتنوّعها نظراً إلى موقع المدينة الجغرافي المركزي
شتورا ــ نقولا أبو رجيلي
تشكّل مدينة شتورا البقاعية حلقة اتصال تجارية وسكانية تكاد تنافس العاصمة بيروت. فهي فضلاً عن كونها نقطة الوصل بين مناطق البقاع الثلاث (الغربي والأوسط والشمالي)، فإنها بوابته الرئيسية إلى جبل لبنان والعاصمة، وممر السيّاح والترانزيت والعابرين من بيروت إلى سوريا، ومنها إلى البلدان العربية، وبالعكس. وفي هذه المدينة الصغيرة، فصيلة لقوى الأمن الداخلي أطلِق على مبناها اسم «ثكنة فارس الجريدي». يقع هذا المبنى في ساحة شتورا، بمحاذاة الطريق الدولية المؤدية إلى المصنع من جهة، وإلى زحلة والبقاع الشمالي من جهة أخرى. وقد ذاع صيته خلال العقود الماضية حتى أصبح معلماً بارزاً يستدلّ من خلاله على معظم المحالّ التجارية والمصارف والفنادق والأبنية السكنية الممتدة على طول السوق الرئيسية للمدينة.
يتألف المبنى من ثلاث طبقات، لبّست جدرانها الخارجية بالحجر الصخري. إلا أن مظهره الخارجي لم ينعكس على داخله. فالجدران تكسوها الغبار وآثار الدخان، ومعظم أدراج السلالم مهشّمة الأطراف، وبلاط الغرف فقد لونه الأساسي، وبعض الأبواب الداخلية لم يعرف الطلاء منذ مدة طويلة. وباختصار، فإن المبنى بحاجة إلى «ترميم» شامل من الداخل.
يحوي المبنى ثلاثة مراكز أمنية، وتبلغ مساحة كل واحدة من طبقاته الثلاث نحو 250 متراً مربعاً، عدا عن الباحات الخارجية المحيطة به. يستقر في الطبقة الأرضية مخفر درك شتورا الذي يشغله نحو 30 رتيباً ومجنّداً، وغالباً ما يرأسه مؤهل خصصت له غرفة بجانب المدخل الرئيسي، وأخرى إدارية لعناصر القلم وغرفتان للمنامة وحمامان، من دون وجود مطبخ، فالقاعدة تفرض على العسكري أن «يدبّر رأسه». من الناحية المقابلة للمدخل باب حديدي يؤدي إلى غرفة نظارة توقيف المطلوبين والخاضعين للتحقيق. وهي إن كانت كبيرة المساحة بعض الشيء، إلا أنها لا تتمتع بأدنى المواصفات الصحية من حيث التهوئة والتدفئة والنظافة. وقد اقتطع جزء من مساحتها لبناء حمّام صغير. وبجانب النظارة غرفة تأديب تنتشر فيها الأسرّة وفرشات الاسفنج، خصصت لتنفيذ العقوبات المسلكية التي تفرض بحق رجال قوى الأمن الداخلي. يشمل نطاق عمل المخفر 10 بلدات هي: شتورا ـ قب الياس ـ مكسة ـ المريجات ـ جديتا ـ بوارج ـ تعنايل ـ جلالا ـ تعلبايا ـ سعدنايل؛ وهو يتبع إدارياً لفصيلة شتورا التي تشغل الطبقة الثانية من المبنى، والمؤلفة من سبع غرف، واحدة لآمر الفصيلة وأخرى لعناصر القلم، وثالثة تستخدم لسنترال توزيع الخطوط الهاتفية، إضافة إلى حمامين. أما الغرف الأربع الباقية فهي فارغة، إلا من الغبار وبعض الأدوات المكتبية القديمة.
تضم الطبقة الثالثة مفرزة سير زحلة، التي يشمل عملها كامل نطاق قضاء زحلة. وتتألف الطبقة الثالثة بدورها من سبع غرف، يشغلها آمر المفرزة والقلم والتحقيقات والمنامة و3 حمّامات. الحالة العامة لهذه الطبقة جيدة بالمقارنة مع الطبقتين الأخريين، من ناحية نظافة الجدران والأبواب. ويعود ذلك إلى العناية الدائمة بها من خلال إعادة تأهيل الطرش والدهان دورياً، لكن على نفقة آمر المفرزة وأفرادها بحسب ما ذكر لـ«الأخبار» أحد الرتباء المتقاعدين حديثاً. وفي الباحة الخلفية للمبنى، توجد أربع غرف مهملة كانت تستخدم مرأباً لتصليح الآليات العسكرية، وأخليت منذ 4 سنوات، إضافة إلى باحة مسقوفة بألواح الإترنيت تمتد على طول المبنى من الناحية الشرقية، تستعمل حالياً موقفاً للسيارات والدراجات النارية العسكرية. حماية المبنى من الخارج هي على عاتق عناصر المخفر ومفرزة السير.
تجدر الإشارة إلى أن حكماً بالإعدام رمياً بالرصاص قد نُفّذ عام 1994 في الباحة المجاورة للمبنى، بحق تاجر مخدرات، بجرم قتل ثلاثة عسكريين وجرح رابع.