الذئب هو عدو ليلى، في القصة التي قرأنا بعدة لغات، يتبعها إلى بيت جدتها ليلتهمهما. الرحلة من البيت العائلي إلى منزل الجدة محفوفة بالمخاطر، هذا ما تقوله الأم لليلى، وتطالبها بتوخي الحذر. لكن ليلى أو (Chaperon rouge) وفق تسميتها الفرنسية التي اشتهرت بها أولاً، لا تدرك المخاطر. الذئب ليس ذئباً، تقول عالمة الأنتروبولوجيا الفرنسية إيفون فرديه في دراسة عن تحولات السرد في بعض القصص والأساطير. وتضيف إن الأفلام الكرتونية التي صُنعت عن هذه القصة أسهمت في تحويرها، ولكنها تضيف إن عملية التحوير استلزمت عقوداً وقروناً.
الذئب هو امرأة أخرى، هو الجدة في بعض الحكايات القديمة، وهو امرأة ليست غريبة في قصص أخرى، عدو المرأة ليس الرجل، إنه المرأة وفق ما تؤكد فرديه.
ليلى والذئب في صيغتها الحديثة هي رحلة المخاطر التي تخوضها الفتاة الصغيرة، وتتعرف خلالها إلى هويتها الجنسية المهدّدة بخطر أشبه بالاغتصاب، أما في صيغتها القديمة ـــ وفق عالمة الأنتروبولوجيا ـــ فإن الخطر الذي يهدّدها هو خطر المنافسة بين امرأتين: هي رغم صغرها وامرأة أخرى ضاع شبابها.
(الأخبار)