حلا ماضي تسيطر فكرة تنظيم الغذاء وتوقيته على تفكير الأمهات، فيُلزِمن أولادهن بوجبات ثلاث فقط. البروفسور لويس سيلفستر في كلية الطب في بوبينييه في فرنسا، يلفت في دراسة حديثة إلى أن العصرونية وجبة جديدة مهمة «على الأمهات إدخالها ضمن الوجبات الغذائية اليومية». وتشير الاختصاصية في الصحة العامة الدكتورة إيرينا حرشي إلى أن الباحثين والعاملين في مجال الصحة والتغذية لاحظوا أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة العصر بانتظام، أقل وزناً ويتمتعون بتوازن غذائي أفضل، ويمارسون الرياضة أكثر من الآخرين.
وتفضل حرشي أن تُوزّع السعرات الحرارية التي يستهلكها المرء يومياً على عدد أكبر من الوجبات، فعند تناول وجبة ضخمة يرتفع معدل السكر في الدم كثيراً، لأن الجسم يتلقى كمية هائلة من السعرات الحرارية. وإذا قسّمنا كمية الطعام نفسها على وجبتين صغريين، فلن يرتفع معدل السكر في الدم كثيراً، ولن يخزن الشخص الأكول أي دهون. وتذكّر حرشي بأن الشعور بالجوع يظهر عندما يكون معدل السكر في الدعم منخفضاً.
أخيراً، تشدد حرشي «يجب ألا نخلط بين ما نسميه «اللقمشة» والعصرونية»، فهذان المفهومان متناقضان تقريباًَ. فالأكل بين الوجبات يعني تناول أي شيء في أي ساعة، وبكميات متنوعة، فيما العصرونية ينبغي أن يتناولها المرء في موعد منتظم، وأن تكون صحية ومغذية، أي أن تحوي القليل من الفواكه المجففة، أو الطازجة، أو كوباً صغيراً من اللبن، أو الحبوب الكاملة. هذه الوجبة تجنّبنا الشعور بالجوع عند العشاء، فلا نسارع إلى التهام المقبلات الدسمة واللحوم المُصنعة.