يواصل طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية مقاطعة الدروس، احتجاجاً على اعتماد الـ LMD بدءاً من هذا العام. ولا تزال الهيئات الطلابية تنتظر الردّ على مذكرتها
فاتن الحاج ـــ ليال حداد
لم يصدر مرسوم المناهج الجديدة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعد، لكن لا مشكلة، فالعمل بات في مراحله النهائية، والطلاب لن يتخرجوا قبل صدوره كما حصل في كليات أخرى في الجامعة اللبنانية. هكذا تطمئن مديرة الفرع الأول للكلية الدكتورة هناء بعلبكي الطلاب الذين قرروا مقاطعة العام الدراسي قبل أن ينطلق. واستندت الهيئات والمجالس الطلابية في الفروع الخمسة للكلية في تحركها إلى دراسة مفصّلة ضمنتها المشاكل التي تعترض تطبيق النظام الجديد. وفيما رفعت الهيئات مذكرتها إلى عمادة الكلية ورئاسة الجامعة، لا تزال تنتظر الردّ على مطالبها. لكن بعلبكي تنقل عن رئيس الجامعة قوله إنّ النظام لن يُسقط إسقاطاً على الكليات، بل سيتكيّف مع واقع كل كلية على الأقل في السنوات الأولى لتطبيقه. من هنا فالإضراب لن يكون حلاً، تقول بعلبكي، لأنّ المطلوب أن نتشارك جميعاً في معالجة كل مشكلة على حدة.
تعترف المديرة بأنّ الأُسس ليست صالحة تماماً للتطبيق، وخصوصاً لجهة عدم جهوزية الأبنية وتحضير الطلاب والأساتذة لهذا الاستحقاق. لكنها تؤكد أنّ المشاكل التي تعترض النظام ليست محصورة بالكلية فحسب، بل موجودة في كل كليات الجامعة، وحتى في الجامعات الخاصة اللبنانية والجامعات الفرنسية التي تطبقه للمرة الأولى. ومع ذلك فنحن مجبرون على اعتماد النظام ابتداءً من هذا العام بموجب اتفاقية الأونيسكو. تبدو بعلبكي متفهمة لدوافع الطلاب وهواجسهم، وخصوصاً لجهة التزام نسبة الحضور الكبيرة التي تحددها المناهج الجديدة بـ 80 في المئة، بعدما كانت «الآداب» كلية انتساب ولم يكن الحضور إلزامياً. إلّا أنّ المديرة تشرح أنّه «لا يمكن التغاضي عن هذه المسألة نظراً لأنّ النظام الجديد يفترض أعمالاً تطبيقية إلى جانب الشق النظري، وإن كنا لن نشترط النسبة المحددة منذ السنة الأولى». وتشدد البعلبكي على «أننا لسنا بعيدين عن ظروف الطلاب، وقد التقيتهم سريعاً في اليوم الأول للإضراب، وسأدعوهم إلى لقاء قريب للوصول إلى صيغة تعاون مشتركة». وتحرص على التأكيد أنّ الإضراب ليس في مصلحة أحد، لأنّ كل تعطيل سيؤثر على التحصيل الجامعي ما دام الـ LMD يفترض نظام الفصلين، وبالتالي فعدد الأسابيع محدّد بـ12 أسبوعاً، وهناك فترة تفصل بين امتحانات الفصل الأول وبداية الفصل الثاني.
من جهته، يؤكد رئيس الهيئة الطلابية في الفرع الثاني جولي معلولي أنه إذا لم تتجاوب رئاسة الجامعة مع مطالبنا، فإنّ الاتجاه هو نحو تنفيذ خطوات تصعيدية. وانتقد معلولي تهميش الهيئات الطلابية في مختلف الفروع قائلاً: «نحن لم نطالب بالمشاركة بصياغة المنهج، ولكن أقلّه كان عليهم إطلاعنا عليه، لأننا نحن الأكثر حرصاً على مصلحة الطلاب».
ويلفت معلولي إلى أنّه داخل الفروع لا موظّف أو أستاذ يستطيع شرح نظام LMD للطلاب. يوافق مدير الفرع جورج روفايل على هذا الموضوع، موضحاً أن تطبيق النظام كان يجب أن يرجأ إلى حين تجهيز الأبنية، وتدريب الأساتذة.


يعرض رئيس الهيئة الطلابية في الفرع الثاني جولي معلولي أبرز المشاكل التي ستواجه الطلاب مع تطبيق النظام الجديد، ومنها إلزامية الحضور، ومشكلة الطلاب الذين يحملون مواد من السنة الأولى وغياب الدورة الثانية، إضافة إلى عدم جهوزية الأبنية والأساتذة والإداريين