أمل عبد اللهالرجل الآلي أو بوتنت Bot Net، ليس روبوت يتجول بيننا، إنه برامج على شبكة الإنترنت يصطاد الكمبيوترات ويخضعها لسيطرته. ثم تُربط هذه الكمبيوترات «الأسيرة» بسلسلة من الكمبيوترات المنزلية وأخرى تابعة لمؤسسات أُسرت سابقاً، بهدف استخدامها للحصول على معلومات مالية بصورة غير شرعية ولإلحاق الضرر بأجهزة كمبيوتر أخرى. وقد ارتفع عدد ضحايا Bot Net بشكل ملحوظ أخيراً ليصل إلى نصف مليون حاسوب. وذلك رغم محاولات مكافحة ازدياد حجم الشبكة، إلا أن عدد الضحايا في ازدياد. وبحسب المحققين في شركة مايكروسوفت فإن العدد قد يصل إلى عدة ملايين.
تستغرق «عملية التجنيد» حوالى خمس دقائق وفق العاملين في فريق مايكروسوفت لحماية الإنترنت. ويعمل الفريق على مكافحة هذه الظاهرة التي تعاظمت خلال السنوات الخمس الماضية بصورة تهدد استمرارية الإنترنت.
يحذر الخبراء من أن أي جهاز كمبيوتر متصل بشبكة الإنترنت هو في دائرة الخطر. وهم ينصحون بتحصين أجهزة الكمبيوتر بأجهزة وقاية ودفاع للكشف عن أي عملية تخريب. إلا أن الحماية الفاعلة والمعروفة تبقى عاجزة أمام عمليات التخريب، إذ نجحت هذه العمليات في التعرف على 64 ثغرة فقط من أصل 300 ثغرة، ما يبقي أي جهاز عرضة للهجوم.
المثير أن Bot Net يزوّد الحاسوب الذي تخضعه بنظام مضاد للفيروسات لتلغي أية عملية تخريب منافسة لها وتتفرد هي بالسيطرة عليه!
يتطور Bot Net سريعاً، فاعتمد أخيراً تقنية «الدفق السريع» التي تحول دون تقفي أثره، وتغرق الشبكة بعناوين كثيرة تتبدل بسرعة.
ستبادر شركة مايكروسوفت إلى الدعوة لاجتماع «قوة مكافحةالبوتنت العالمية»التي تضم 175عضواً من حكومات ومؤسسات قانونية وشركات كمبيوتر وأكادميين... كما جرى إشراك الأنتربول لملاحقة القيمين على Bot Net. وقد صدر أخيراً تشريع قضائي ينص على تجريم المشاركين في Bot Net.