رنا حايك«تحدّثتم عن التربية الجنسية. فهل هناك تربية جنسية عند الحيوانات؟» بهذه الجملة عقّبت مشاركة إماراتية على اقتراح المحللة النفسية ماري تيريز خير بدوي بإدراج التربية الجنسية ضمن المناهج الدراسية في ندوة «علاقة الرجل والمرأة: المحظور والمسموح» الصباحية. فهاجت وماجت قاعة مليئة بحضور يناقش «كل شيء عن المرأة» خلال اليوم الثاني من منتدى «المرأة العربية والمستقبل»، الذي اختتم أمس. لكن المشاركة أبت إلا أن تتفوّق على نفسها، بإلقائها قنبلة قطعت همهمة كانت تسري في القاعة بسبب موضوع الجلسة «المثير». فقد عقّبت على دعوة المخرجة إيناس الدغيدي إلى «الإعلان عن جنس نمارسه ولا نبوح به» بقولها «إن العلاقة الجنسية خاصة جداً، كيف نعلنها على الملأ؟ لو كان ذلك متاحاً لقفز الرجال الموجودون في القاعة حالاً على النساء الموجودات فيها!»
هنا، خرجت الأمور عن السيطرة وعلا تصفيق حاد وشهقات مستنكرة لم تلبث رئيسة الجلسة، بدوي، أن احتوتها.. إلى حين.
فقد أصرّت إحدى المشاركات اللبنانيات على التعقيب بانفعال: «نحنا مش حيوانات. وأصلاً الحيوانات ما بيمارسوا جنس بالعلن. مرة كان فيه جمل نايم مع «جملة» وقّفوا لما شافوا حدا عم بيراقبن». بعدما فضّ سوء التفاهم باعتذار الإماراتية، حاز أحد الرجال تصفيقاً حاداً عندما طرح ضرورة «التعامل مع جسد المرأة في الإعلان وفي السينما كجزء من العمل الفني لا كسلعة وعامل جذب كما يحدث الآن»، ممهّداً لمداخلة اللبنانية جويل ماردينيان، وهي مقدمة برنامج تجميل تلفزيوني. اعترفت ماردينيان، بالإنكليزية، بأن اختيارها لما تشتريه من مجلات يتم «بحسب جمال وجه فتاة الغلاف، لا عناوين المواضيع» رغم تأكيدها «أهمية جمال الروح».
تفوّقت آلية التسويق التي حكمت المنتدى، المتقنة بالمناسبة، على مضمونه: فقد وضعت سيدة سعودية يدها على الجرح حين لفتت إلى أن «السيدة التي لا تستطيع تأمين الطعام لأولادها، لا وقت لديها للتفكير في الحرية الجنسية أصلاً»، بينما اشتكت أخرى أن الجمعيات الأهلية لم تحظ بفرصة للتحدث في المنتدى.
أما من انتظر توصيات المؤتمر، فقد خاب أمله، لأنه وجد نفسه فجأة وحيداً، لأن المشاركين توجّهوا لأخذ صورة تذكارية، بعدما ألغيت الجلسة المقررة لذلك.