إبراهيم الأمينهل تذكرون نجاح واكيم واقفاً في المجلس النيابي في عام 1993 يناقش حكومة رفيق الحريري الأولى؟ كان صراخ الرجل يرتفع إلى أعلى من قبة البرلمان محذراً من مسلسل ارتفاع الدين العام إلى أعلى من قامة لبنان وقدراته. ثم يخرج الشتّامون في اليوم التالي يتهمون الرجل بأنه رمز الشؤم المكلّف من جهة مجهولة بتدمير مشروع إعادة إعمار لبنان.
ثم اكتشف الجميع سريعاً أنه كان صائب الرأي!
هل تذكرون نجاح واكيم، يصرخ بأعلى صوته المرتفع أصلاً، محذراً من تقاسم تحالف أمراء الحرب والمال لما بقي من بلاد أنهكها هؤلاء أنفسهم طوال عقدين سابقين، ثم خرج الأمراء بكل قوّتهم الإعلامية والسياسية يلعنون الرجل الذي لا يريد للحرب الأهلية أن تنتهي؟
ثم اكتشفنا جميعاً أن السرقات المشرعة لم تبقِ في بلادنا حيلاً ولا قوة على الوقوف! هل تذكرون نجاح واكيم يجول في المناطق شارحاً أن الطبقة السياسية ذاتها تعمل على إعادة إنتاج مواد الحرب الأهلية، وأن عمليات التسلح بدأت قبل سنوات، وأن التعبئة والتحريض يتقدمان على كل كلام معسول يُلقى كالفضلات على جمهور متعب؟
ثم بدأنا نسمع قرع الطبول في الأزقة والشوراع تتولاه مراجع سياسية ودينية وخلافه!
هل تذكرون نجاح واكيم وهو يتحدى أقوى التحالفات الانتخابية في العاصمة، حاصداً كمية من الأصوات لا يمكن لغالبية أعضاء المجلس النيابي الحصول على نصفها لو خاضوا الانتخابات من دون لوائح المحادل المتنقلة بين المناطق؟ ثم وهو يتحدث عن قوانين الانتخابات التي تفرز المواد المشتعلة لكل أنواع الحروب وأبشعها؟
ثم أفقنا ذات صباح على حرائق ودخان أسود يلف المدن والأنفس!
هل لكم أن تنصتوا اليوم إلى نجاح واكيم، ابن المقاومة الأصلي، وابن بيروت قبل أن تلد العجائب من أعضاء في كتلة «المستقبل» وما يعادلها، وهو يقول إن من يوافق على السير بقانون الانتخاب الحالي، وبلعبة التسويات الملتوية، سوف يجد نفسه سريعاً أمام أخطر أنواع الابتزاز التي تهدد الوطنية اللبنانية وتهدد قوة المقاومة ومناعتها. وهل لنا أن نرفع صوتنا مقاطعةً لهذه الانتخابات ورفضاً لتجديد الحكم البائس!