حلا ماضيقد نتوارث عادات وتقاليد تتعلق بأمور اجتماعية وثقافية، ولا نتنبه إلى ضرورة إعادة النظر بها، ولكن إذا كان الموضوع يتعلق بصحة أطفالنا وسلامتهم، فعلينا التفكير ملياً ببعض الممارسات التي ننقلها عن أهلنا دون أن نعيد النظر بها! وننسى في كثير من الأحيان أن نستشير الأطباء للتأكد من صحة هذه الممارسات.
إن ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل مشكلة قد تواجهها الأم باستمرار، أو بالأصح بين فترة وأخرى. وبحسب الاختصاصي في أمراض الأطفال والأولاد الدكتور عماد الشامي، فإن عدم تثبّت درجة الحرارة الطفل ليومين أو ثلاثة يعدّ «نداءً» من داخل الجسم لمرض باطنيّ، لذلك فإن ما يتوجب على الأم (أو الأب) في هذه الحالة، هو إعطاء الولد الأدوية المعتمدة طبياً لخفض درجة الحرارة، أو وضع الطفل في الماء البارد أو الفاتر لا المثلج، والابتعاد عن استعمال الخل أو السبيرتو، لأنهما يسهمان في إضاعة الوقت، ولا يمثّلان أية فائدة في إعادة حرارة الجسم إلى 37 درجة، ويقول شامي «حتى الآن لم يثبت علمياً صحة استعمال الخل أو السبيرتو أو ما إلى ذلك لمعالجة ارتفاع الحرارة».
وفي حال الاستمرار في ارتفاع درجة حرارة الطفل، فعلى الأهل أن يتوجهوا به مباشرة إلى الطبيب المختص.
تجدر الإشارة أخيراً، إلى أن الأطباء عندما ينصحون بوضع الطفل لمعالجته في الماء البارد، فإنهم يقصـدون بأن تكون حرارة المياه أقل بدرجات قليلة من حرارة الجسم المرتفعة، وينبهون كثيراً من استعمال الماء البارد جداً أو المثلج، لأن مضاعفاته خطيرة.
في إطار الحديث عن السبيرتو والخل، من الضروري تذكير الأهالي بوضع الزجاجات التي تحتوي على هذه السوائل في أماكن لا تطالها يد الطفـل كي لا يتلهى بها، فكثيرون هم الأولاد الذين يشربون كميات من هذه السوائل، ما يسبب لهم أضراراً كبيرة.