طرابلس ــ عبد الكافي الصمد«الحالة تحسنت قليلاً بعد المصالحة، لكن الموضوع بدو خطوات إضافية». هكذا لخص محمد الجندي هواجس أهالي «باب التبانة» وآمالهم غداة إقرار المصالحة في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الاثنين الفائت.
ويشرح الجندي (35 عاماً) الذي يعمل في النجارة، المطلوب «مصالحة الشباب من تحت، لأن مصالحة السياسيين من فوق لا تكفي وإن كانت مطلوبة. دفع الأموال للعائلات المتضررة ما يزال حكي بحكي. وكذلك إصلاح البيوت المحترقة والمدمرة». ويضيف «أهل جبل محسن لم ينزلوا إلى عندنا بعد، ومحالهم ما تزال مقفلة. وأهل باب التبانة بالمقابل لم يطلعوا إلى فوق، لذلك يجب مصالحة الشباب أولاً كي ننزع فتيل التوتر نهائياً وتصبح المصالحة فعلية».
وإذ يشير الجندي إلى أن محلاً ثانياً له احترق على خط التماس الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن «ولم أسجله في لجان الكشف المتعددة التي زارت المنطقة»، فإن جاره رياض نحلة (67 عاماً) حثّه على تسجيل اسمه «أنا سجلت وقبضت ألف دولار».
لم يوضح نحلة الجهة التي دفعت له المبلغ، لكنه أشار إلى أن الأضرار التي أصابت محله الكائن في شارع سوريا لبيع الأدوات الكهربائية، كانت تكسير واجهة المحل الزجاجية وتجهيزات. لكنه كشف أنه أخرج «البضاعة من المحل أول المعارك وقد أعدتها إليه وفتحته منذ يومين».
وعندما لفت جار له إلى أن أهل الجبل «إذا نزلوا إلى هنا فقد يأكلون قتلة» فالنفوس المشحونة لم تهدأ بعد، رد عليه «طول بالك يا ابني، مين بدو يقتل التاني، القصة خلصت».
مقابل ذلك فالوضع في جبل محسن مشابه لنظيره في باب التبانة، إذ يرى بلال أسعد (38 عاماً)، أن «المصالحة جيدة، لكنها تحتاج إلى متابعة، فلا مصالحة والتواصل الشعبي غائب. نحن لا نستطيع النزول لتحت، وهم يفضّلون عدم المجيء . حتى سائق التاكسي ينزل ركابه على المفرق ويفضل عدم الدخول إلى المنطقة».
قرب أسعد كانت شاحنة نقل صغيرة تتوقف في الساحة محملة بأثاث منزلي بسيط. صاحبها، رامي قهوجي (39 عاماً) قرر نقل مقر إقامته من «شارع الأرز» في محلة القبة المجاورة إلى داخل منطقة الجبل «سأقيم عند عمي إلى أن يفرجها الله علينا».
يشرح أسبابه «سكنت القبة 10 سنوات بدون مشكلة، لكن الاشتباكات الاخيرة دفعتني لترك المنطقة منذ 3 أشهر. الآن أتركها نهائياً وعرضت منزلي للبيع، وهناك 13 عائلة أخرى فعلت مثلي».
يهم قهوجي بالانصراف، فيقترب منه جار فضّل عدم ذكر اسمه وقال «عندي محل لبيع الكاتو في الزاهرية، لم أفتحه منذ 3 أشهر. جاري يملك محلاً لبيع الحديد فعل الشيء نفسه. وإذا أردنا نقل بضاعة من المنطقة وإليها، نستعين بسيارة شحن يملكها سني لتسهيل عملنا»، وسأل «أين المصالحة التي يتحدثون عنها، وكيف سيعالجون هذه المشاكل؟» وهنا يتدخل شخص «الموضوع بدو شوية وقت حتى يبرد الدم، طولوا بالكم يا شباب».