قبل عشرين عاماً، وفي مثل هذا اليوم، ربما جرى هذا الحوار بين شابين في العشرين من العمر:ـــــ وكيف الأهل؟ شو أخبارُن؟
ـــــ مناح، بس ما عَم بيصرلي شوفُن.
ـــــ والجامعة؟ عم تطلّ عالجامعة؟
ـــــ قليل كتير، بتعرف الوضع.
ـــــ إيه، بعرف حصار ومنع تجوّل وحواجز وين ما كان.
ـــــ طيّب هلّأ شو الوضع رفيق؟
ـــــ عاطل، رفيق.
ـــــ الكلاب عم بيوزعوا بونبون عالولاد.
ـــــ نحن حنضلّ قاعدين هيك؟
ـــــ أكيد لأ، طِلِع بيان، شفتو؟
ـــــ شفتو.
ـــــ طيّب قوم. جيب هالـ ب7 من وراك، كان في دبابتين عَ راس الطلعة.
خرج الشابان وسمعت بعد دقائق أصوات انفجارات. وكان ذلك استجابةً لبيان جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
أمّا اليوم، فيجري حوار آخر بين شابين في العشرين من العمر:
ـــــ دخلك أهلك كيفن؟
ـــــ مناح ما عم شوفن كتير.
ـــــ نزلت شي عالجامعة؟ ما عم بيكون إلي جلادة.
ـــــ ولا أنا، شي بيزهّئ يا رفيق.
ـــــ هيداك النهار وزّعوا الكورات.
ـــــ عظيم. طيّب هلّأ شو؟ بدنا نضلّ قاعدين هيك؟
ـــــ لأ، حكيت الشباب، ما حكيوك؟
ـــــ مبلا، جمّيزة ما هيك؟
ـــــ طيّب يلّا قوم، جيب هالمفاتيح من حدّك، والله لقيت صفِّه عراس الطلعة.
خرجا وعادا وهما يترنّحان.
في الأمس، رفيق = رفيق القضية. أما اليوم، فالرفيق = نديم الكأس، إلا إذا تغيّر مفهوم القضية.

نادر...