مخترع الإنترنت يحذّر من مخاطرها، ويدعو إلى جعل الشبكة وسيلة معرفية لا خزاناً لترويج الأكاذيب والأضاليل، ويدعو أيضاً إلى إيجاد وسيلة أو طريقة ناجعة لفصل تلك الأقاويل عن العلوم الحقيقية. وفي مقابلة نُشرت أخيراً في موقع «بي بي سي» الإلكتروني، كشف تيم بيرنرز لي عن خطة أعدها أخيراً تتضمن إنشاء مؤسسة تساهم في تطوير شبكة الإنترنت العالمية. وذكّر بأنه كان قد أجرى تجربته الرائدة على الشبكة العنكبوتية في مركز سيرن حيث جرى أخيراً تشغيل جهاز «صادم الهدرون الكبير» لكشف أسرار الكون والمادة.وشدد «أبو الإنترنت» على الحاجة الملحّة لإيجاد أنظمة تمنح المواقع الإلكترونية علامة تجارية أو ماركة مميزة تشير إلى مصداقيتها إذا ثبُت أنها ذات مصداقية ومصادرها يُعوَّل عليها.
ولفت إلى أنه ناقش مع زملاء له في تجمع الشبكة العالمية للإنترنت (W3C) السبل البسيطة لمنح المواقع الإلكترونية الماركات أو العلامات التجارية المسجلة، إلا أنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن ثمة حاجة لإيجاد تنوع شامل من الآليات المختلفة اللازمة لتلبية مثل هذا الغرض. ولكنه أعلن في المقابل «لست من المعجبين بالرأي القائل بإعطاء كل موقع إلكتروني رقماً بسيطاً على غرار التصنيف الذي يُجرى في حالات اختبار الذكاء، وذلك ببساطة لأن المواقع الإلكترونية، مثلها مثل البشر، قد تختلف في شتى السبل والنواحي». ومن المشاريع التي تشغل بيرنرز لي حالياً مشروع تطوير عملية وصول المستخدمين إلى الشبكة، وهو الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال مؤسسته الجديدة (WWWF) أو (مؤسسة الشبكة العالمية للإنترنت)، حيث سيبحث العاملون فيها عن سبل وطرق لصنع شبكة صديقة للهاتف المحمول أكثر مما هي عليه الحال الآن.
ويقول بيرنرز لي إن من شأن ذلك أن يزيد من مساحة استخدام خدمة الإنترنت في أفريقيا ومناطق فقيرة أخرى من العالم، حيث هناك القليل من أجهزة الكمبيوتر والمزيد من أجهزة الهاتف الخلوي.

إنترنت للأميين

ويؤكد بيرنرز لي أن مؤسسته الجديدة ستفكر أيضاً بنوعية الفوائد والخدمات التي يمكن أن تتيحها شبكة الإنترنت لأولئك الأميين الذين لا يستطيعون القراءة أو الكتابة.