ديما شريف ولكن أرجوك سامحني، فقد كانت تلك فترة طيش يمكن وصفها بالـ«ما بعد مراهقة»، لم يكن لي يد فيها. فأنت تدرك أنني تعرفت إلى شلة أشخاص في الجامعة (من بينهم وليد وإلياس) كانت تكرهك، وهم من أقنعوني بأن ننظم عدداً كبيراً من النزهات «بيك ـــ نيك» أمام منزل قريبك جيف في عوكر، نزعجه فيها ونترك قمامتنا هناك، كي يبلغك هو رسالتنا، وهي أننا غاضبون منك. فأنت كنت تدأب، منذ فترة، على تقديم الهدايا إلى جاراتنا وتستثنينا من عطاياك المجيدة.
فقد سمحت لجارتينا، الصديقة والعدوة على السواء، أن تدخلا، كلّ إلى قسم من منزلنا، وتتصرفا وكأنهما من أهل البيت، ولم تمنعهما بل شجعتهما على ذلك. أتذكر؟ أدى ذلك إلى اعتصامنا أمام كل مقهى يقدم «الدونات» والقهوة التي تحبها، على أمل أن نلتقي بك وأنت داخل إلى أحدها. كما نظمنا تظاهرات أمام كل مطعم يقدم الدجاج المقرمش، والهامبرغر الدسم، عسى أن نحظى بفرصة لقائك.
سأخبرك شيئاً، التقيت الأسبوع الماضي بعض هؤلاء الذين حرّضوني ضدك وسألتهم، من باب الحشرية طبعاً، إذا كنا سنذهب «بيك ـــ نيك» في وقت قريب إلى جوار منزل قريبتك ميشال، لإغاظتها، ولو من بعيد. أتعرف ماذا أجابوني؟ أنهم تصالحوا معك منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، وزاروك مراراً في بيتك، وتبادلتم الهدايا، وتمالحتم مراراً.
أتعرف؟ لقد كانوا كذلك من وقتها، ولكني لم أنتبه، كنت ساذجة، اعذرني. ولكنني الآن كبرت وعقلت. وأرغب كثيراً بأن أزورك في منزلك وأتلقى منك الهدايا، ويصبح بيننا خبز وملح. فمتى يمكنني أن آتي؟