هيثم خزعلتمكن العالم الفرنسي ديدييه راوول من اكتشاف فيروس قادر على غزو فيروسات أخرى. وقد تناولت المجلات العلمية هذا الاكتشاف، وأُطلق عليه اسم فيروس «Spoutnik»، تيمناً بأول قمر اصطناعي أطلقه الإنسان. ويتحدث بعض الباحثين عن إمكانات علاجية يوفرها هذا الفيروس القادر على غزو فيروسات أخرى وتدميرها، كإمكان غزو سبوتنك منطقة ثابتة وغير قابلة للتحوّل من فيروس المناعة المكتسبة hiv. وهكذا فإن قدرة hiv على التكاثر تتضاءل ويصبح بإمكان جهاز المناعة البشري الصمود أمامه.
يستطيع الفيروس المكتشف غزو الفيروسات الأخرى، والتأثير في انتقال الجينات من فيروس إلى آخر. راوول (الباحث في علم الأحياء الدقيقة في جامعة مارسيليا) كان قد اكتشف فيروس «mimivirus» الناتج من التبريد الاصطناعي في بريطانيا عام 2003. واستطاع راوول، من خلال فحص الفيروس بواسطة منظار إلكتروني، أن يميّز جزيئات صغيرة من الحمض النووي مرتبطة بالفيروس. وبرهن راوول بالتعاون مع الباحث جان ميشال كلافري أن الكائن المكتشف فيروس حقيقي. يتكون المحتوى الجيني لسبوتنك من 21 جيناً، وهو عدد صغير قياساً إلى المحتوى الجيني للفيروسات الأخرى، لكن الفيروس الجديد ينفرد بطريقة عمله. إذ إن الفيروسات الأخرى التي تغزو البكتيريا تدخل إليها (pinocytose) وتنتج نسخات من الفيروس معتمدة على تحويل معدات الإنتاج في الخلية التي تغزوها لمصلحة إنتاجها الخاص. أما سبوتنك فيسلك طريقاً مختلفاً، فلا يدخل إلى الفيروس أو يحقنه بمحتواه الجيني، لكنه يغزو غشاء نواة الفيروس، ويحوِّل إنتاج الفيروس «الضحية» لمصلحته ويتكاثر بالتوازي معه، هكذا ينتج الفيروس الضحية نسخات مشوّهة منه، ويخزّن الشوائب التشكلية التي تجعله معدياً بشكل أقل.
وفي بعض الحالات اكتُشفت أجزاء من سبوتنك في غلاف فارغ من الفيروس، وهذا يؤكد أن الفيروس الضحية مريض ويمكن أن يموت.
ويبيّن تسلسل المحتوى الجيني لسبوتنك أنه تبادل بعض الجينات مع بعض الفيروسات التي غزاها أثناء تطوره، وهذا يثبت أن سبوتك قادر على نقل آلية الإنتاج من فيروس إلى آخر.