انطلقت في دار العناية في الصالحية فعاليات «المخيّم الصيفي المشترك الثاني للشباب اللبناني والفلسطيني»، بمشاركة 70 شاباً وشابةتجمع مؤسّسة الحريري للتنمية البشريّة المستدامة وجمعيّة الشّباب الفلسطينيّ (لاجئ) شباباً لبنانيين وفلسطيين في مخيم صيفي مشترك. ويستقدم المنظمون في السنة الثانية شباباً من سوريا والأردن والأراضي المحتلة. وينخرط الشباب، بحسب منسق المخيم نبيل بواب، في نقاشات جدية عن حقوق الإنسان ومهارات التواصل. يجتمع الشباب اللبناني والفلسطيني في مخيم صيفي مشترك في دار العناية في الصالحية، لما يمثل المكان من دور وطني ورمزية دينية.
وحلّ أمس الفنان أحمد قعبور ضيفاً على المخيم فغنى فلسطين، و«حق العودة». كما يتخلل أيام المخيم الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل، تكريم للشاعر الراحل محمود درويش ووقفة مع الفولكلور اللبناني والفلسطيني، فيما تقدم الممثلة في برنامج «بس مات وطن» زينة دكاش (إيزو) فقرة خاصة عن دور المسرح في تجسيد القضية الوطنية.
تحت شعار «كلّنا للوطن...كلنا مع حقّ العودة»، افتتح المخيم بلقاء عقد في صالون دار العناية، رعته وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، وحضره ضيوف عرب وأجانب يمثلون هيئات وبرامج تعنى بموضوع الحوار وحل النزاعات، إلى جانب الشباب المشاركين.
بعد تقديم من بواب شرح خلاله أهداف المخيم، أكد مدير دار العناية الأب نقولا صغبيني أنّ الدار ستبقى نقطة تواصل لكل من يريد أن يلتقي بالآخر ، مشيراً إلى أن هذا المخيم هو مساحة لتبادل الخبرات وتطويرها في سبيل مجتمع مثالي هدفه الإنسان.
وقال إميل اسكندر باسم مركز التنمية والحوار «إننا نسعى إلى إنضاج رؤية مستقبلية مشتركة عن صورة الوطن والمواطن، وتعليم آليات وسلوكيات تساعد في تغيير النظرة نحو الذات والآخر».
أدارت ممثلة المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان رولا بدران ورشة عمل قارب فيها الشباب اللبنانيون والفلسطينيون حل النزاعات والعلاقات بين البشر عموماً وبين اللبنانيين والفلسطينيين خصوصاً، ونظرة كل منهما إلى الآخر. لفتت بدران إلى أنّ المخيم فرصة لحوار الثقافات من أجل التواصل بين الطاقات الشابة العربية.
على صعيد آخر، حوّل تلامذة مؤسسة الحريري في صيدا والجوار أدوات ومواد بلاستيكية ومعدنية مستهلكة كانت ستصبح نفايات أو سيعاد تدويرها، إلى أدوات وآلات موسيقية تصدر أجمل الألحان والنغمات.
وقد عرض التلامذة المشاركون في الصيفيات «ابتكارهم»، في حفل اختتام الأنشطة الصيفية للمؤسسة. واصطف نحو 15 طفلاً على شكل أوركسترا موسيقية يعزفون بواسطة خراطيم من الكاوتشوك وعلب معدنية كانت تستخدم للمشروبات الغازية بعدما غلّفوها وزخرفوها ليتحكموا بقوتها بواسطة هزّها باليد. وقدم الأولاد المشاركون في الأوركسترا البيئية بواسطة اختراعاتهم هذه، عدداً من المعزوفات أمام جمهور من الأهالي الذين حضروا اختتام الصيفيات.
وتخلل الأنشطة الختامية معرض للأشغال اليدوية والرسوم من نتاج عمل الأولاد، ولوحات فنية وفولكلورية راقصة واسكتشات تمثيلية تناولت مواضيع مختلفة، جسّد خلالها الأولاد المشاركون شخصيات ومواقف من التاريخ والحياة، وبأزياء وديكور يحاكي كل موضوع يقاربه الأولاد على حدة.
(الأخبار)