فداء عيتانيلا ينفكّ نواب وشخصيات من تيار المستقبل يطالبون حزب الله بالاعتذار من بيروت وأهلها على ما بدر منه في السابع من أيار الفائت. لم يدُر بخلد أحد أن الوقت أصبح متقدماً أكثر مما يجب للحصول على اعتذارات، والأنكى أنه لم يدر بخلد أحد منهم أن النائب سعد الحريري شخصياً، الذي هو بالمناسبة من صيدا وليس من بيروت، ذهب إلى الدوحة وتعانق مع من تعانق معه، وصافح من صافح من الذين، بحسب خطاب تيار المستقبل، أساؤوا إلى بيروت وأهلها ووجب عليهم الاعتذار.
وللأسف، فإن تيار المستقبل، وعلى رأسه الشاب سعد، متأخّر دائماً عن الشارع. فحينما كانت الضاحية الجنوبية تُقصف وبيروت تغصّ باللاجئين وبحاجة إلى من يقف ويقدّم يد العون، كان النائب الشاب يجول في أرجاء القارات تاركاً فؤاد السنيورة ليخيط ما يريد. وحين انتهت الحرب وصل إلى بيروت. وكذلك في السابع من أيار لم نسمع صوت الشاب، ولا صوت المفتي استطراداً، بينما كان السفير السعودي يغادر البلاد بحراً عبر زورق سريع. وحين قتلت مجموعاته أحد حراس رئاسة مجلس النواب ووصل المقاتلون من حركة أمل إلى أبواب قريطم، أيضاً لم نسمع من الشاب كلمة، ولا حتى نداء استغاثة، اللهم إلا ما نقلته الخطوط الهاتفية إلى مصادر محددة. وبعد المعركة سمعناه يقول: «إذا أردتم سعد الحريري فأنا هنا».
ويتأخر أيضاً الشاب في توجيه تياره في التفاهم ما بين قوى سلفية وحزب الله. ينتبه إلى أن ثمة ما يشبه عقد قران بين الطرفين لا يشمل الجانب الديني وحسب، بل يخفف من حدة احتقانٍ عمل التيار طويلاً على زرعه، ولو تطلّب ذلك من نوّاب التيار اتّهام الجيش اللبناني بتهريب أسلحة إلى «النصيريين» العلويين في جبل محسن. ينتفض التيار، بعد أن يهمس البعض في أذن الشاب أن عقد القران هذا لا يجوز، إذ على ماذا سنرتكز في الدعاية في الانتخابات المقبلة؟
طبعاً لا يجوز عقد القران بين السلفية وحزب الله. فالمطلوب، على ما يبدو، زواج متعة، يكون حزب الله طرفه القوي وتيار المستقبل طرفه الضعيف، تماماً كما حصل في التحالف الرباعي. فأبشر.