طرابلس ــ الأخبارلكن الحفل غابت عنه وجوه عديدة من فاعليات باب التبانة لأسباب لم تتضح، فضلاً عن غياب تام للقوى والوجوه السياسية في طرابلس، وهو ما دفع أحد الحاضرين إلى القول: «عندما يتعلق الأمر بموتنا وتدمير بيوتنا يرسلون الأموال والسلاح، وإذا كان الأمر يخص إعمار هذه المنطقة المنكوبة يغيبون عنها».
ومع أن أكثر من نصف المقاعد القليلة في موقع الحفل بقي فارغاً، فقد تجمهر عدد من المواطنين عند الطرف المقابل من الشارع، فيما تجمع عدد من أهالي جبل محسن عند أول طلعة الكواع، في مشهد كان لافتاً فيه تمركز قوة من الجيش اللبناني بينهما، إضافة إلى انتشارها في محيط المكان وفوق أسطح البنايات.
الحركة التجارية في شارع سوريا أمس كانت جيدة، ومعظم المحال فتحت أبوابها، وأعمال الترميم البسيطة قائمة، إلا أنها «كلها على حسابنا الشخصي، فالهيئة العليا للإغاثة غائبة عن المنطقة تماماً»، يقول أحمد الصوفي. لكن ذلك لم يمنع الشيخ أيمن خرما من إبداء ارتياحه للخطوة، لأنها «تعد بمثابة بداية لمصالحة حقيقية بين المنطقتين، وهذا ما نلمسه على أرض الواقع، حيث إن حوالى 90 في المئة من السكان بدأوا بالعودة إلى منازلهم، وخاصة عند خطوط التماس»، فيما وصف المختار صالح الخطوة بأنها جبارة، مشدداً على «العيش المشترك وعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الحوادث».
وكان الممثل المقيم للصندوق الكويتي محمد الصادقي قد شدد خلال الحفل على «العمل من أجل تحويل هذه الأحياء والطرقات من مناطق اقتتال إلى مناطق تعمها الألفة والتراحم»، مشيراً إلى أن «عقد تنفيذ مشروع غايته إزالة وتنظيف وتهيئة المواقع للبدء بأعمال تنفيذ إعادة تأهيل وترميم أكثر من 200 مبنى في شارع سوريا وحي المهاجرين، وهو مشروع يهدف إلى الإسهام في توفير حياة كريمة لسكان هذه المنطقة، لتعيش في بيئة نظيفة وآمنة».
أما رئيس بلدية طرابلس، رشيد جمالي، فأمل أن «نكون بهذا التوقيع قد وضعنا حداً فاصلاً بين التنافر والتباعد من جهة، والوفاق والبناء من جهة أخرى، وينبئ ذلك ببدء مسيرة النهوض لمناطق عانت كثيراً ودفعت ثمن إهمال وتهميش هما الأسوأ في لبنان كله».