محمد محسنولدت الفكرة مصادفة. فالأستاذة في كلية الإعلام والتوثيق ــــ الفرع الأول، الدكتورة جمانة شومان، علمت في جلسة مع طلابها، أنّ اثنين منهم يدرسون الموسيقى خارج الجامعة. أخذت الموضوع على محمل الجد، فالطلاب يستحقون أن يخرجوا من دوامة الحوادث الأمنية.
قدّمت شومان اقتراحاً إلى مدير الكلية لإقامة حفلة غنائية. لكن المدير طرح إنشاء ناد موسيقي يستقطب الطلاب الموهوبين.
من هنا بدأت الرحلة. وقد ساعد فادي وجاد مديرة النادي الدكتورة شومان في اختيار الكورال، الذي يضم طلاباً في السنتين الأولى والثانية. انتهى الفصل الأول من العام الدراسي، وبدأ التدريب بتجهيزات ذاتية متواضعة. غرفة مهجورة في الطابق السابع من مبنى الكلية في الأونيسكو. آلات موسيقية يمتلكها الطلاب، وأصوات بدأت ضعيفة، وتحسّنت شيئاً فشيئاً. ثلاثة أشهر من التدريب تعلّم خلالها المغنّون الناشئون أصول الــ«vocalise» «لتحدّي النشاز السياسي»، كما تقول شومان.
تعود الأغاني إلى حقبة الزمن الأصيل. يريد الطلاب للإطلالة الأولى أن تعكس صورة الأصالة. فقد اختاروا أغنيات تعود إلى زمن وديع الصافي وفيروز، على حد تعبيرهم. سيقف جاد بين أربع فتيات هن سوزان، هبة، داليا، ورلى ليغنّوا على طريقتهم. أولى الحفلات ستنطلق عند الخامسة من بعد ظهر اليوم في مبنى الكلية. النشيد الوطني، ويليه الترحيب الذي سيكون بأغنية «طلّوا حبابنا طلّوا». «أردناها صرخة فرح في وجه الوضع المتأزّم والمتشنّج»، هكذا تقدم شومان النادي، مؤكدةً أنّ في قلوب هؤلاء الطلاب صرخة تطلب الخروج من الوضع القائم. الحفلة الأولى تقويمية، وستدرس مدى تجاوب الطلاب ــــ الجمهور، كما يقول المشرفون. وعن مستقبل النادي، تؤكد شومان أنّ مشروع فرقة «دو ري مي» لا يقتصر على كلية الإعلام فحسب، لأنّ الهدف هو تعميم التجربة على كليات الجامعة اللبنانية، لتكوين كورال مشترك باسم الجامعة الوطنية. تجربة بدا واضحاً أنّ طلاب الإعلام أكثر وعياً لها من طلاب الفنون المفترض أن يكونوا قد قطعوا شوطاً كبيراً في اتجاهها.
المشروع بدأ متواضعاً. يحتاج حتماً إلى التطوير كي ينجح في تحقيق هدفه. المواهب وحدها لا تكفي، والتجهيزات الفنية المتواضعة تحتاج إلى تطويرها هي الأخرى. أعضاء النادي قالوا إنّهم يرحّبون بأي مساعدة تأتيهم. يبدون تفاؤلاً بتجاوب الطلاب مع حفلتهم التي ستقام اليوم. الأمل بتطوير هذا النمط من المشاريع الصغيرة يبقى مرهوناً بملاقاة إدارة الجامعة اللبنانية لطلابها عند منتصف الطريق...