قرّرت الإدارة التربوية نقل مراكز الامتحانات للشهادة المتوسطة (البريفيه) المقررة الاثنين المقبل والمحدّدة في مدارس منطقة القبة والزاهرية في طرابلس إلى مدارس أخرى. وكان وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني قد رأس اجتماعاً إدارياً تربوياً لتقويم مرحلة الامتحانات الرسمية المنجزة بعد الجولة التي قام بها أمس على المراكز في صيدا والنبطية واطّلاعه على الاستعدادات للمرحلة المقبلة. من جهة ثانية، أطلق قباني والأمينة العامة لمنظمة وزراء التربية الفرنكوفون اديزا هيما، مشروع تحليل النظم التربوية وتقويمها، عبر دراسة العوامل التي تؤثر في التحصيل التعلّمي في سنة دراسية واحدة. وأكد المدير العام للتربية فادي يرق أنّ إجراء هذا المسح التقويمي التعلمي سيؤدي إلى تحسين نوعية التعليم، مشيراً إلى أنّ إطلاق المشروع يعني بداية الاستفادة من المؤشرات والموارد البشرية الموجودة، وإتاحة تطوير الرأسمال البشري في لبنان والمضيّ قدماً في تحقيق التنمية المستدامة.
من جهتها، أوضحت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى مليحة فياض أنّ لبنان واع تماماً لدوره في هذا المشروع ومسؤوليته التي يتقاسمها جميع المسؤولين التربويين في القطاعين الرسمي والخاص، ولا سيما أنّ البرنامج يهدف إلى إيجاد نماذج من المدارس الفعالة والقليلة الكلفة من خلال مقارنة أداء التلامذة وطنياً ودولياً والإفادة من طرائق التعليم ووسائله المتاحة. ويسعى البرنامج، بحسب فياض، إلى تطوير القدرات الوطنية وبصورة مستدامة، وتعميم الوسائل والأدوات والنتائج المتعلقة بالتقويم وتعزيز دور مراقبة النظم التربوية عبر الأمانة العامة لوزراء التربية الفرنكوفون.
أما قباني، فلفت إلى أنّ الوزارة تركّز على أهمية التربية والعلم والمعرفة في النهوض التربوي، الانفتاح على كل التيارات الفكرية وما يحدث في عالمنا من تطورات على صعيد المناهج التربوية وطرق التعليم.
وشدّد قباني على حتمية التغيير والتطوير لمواكبة حركة التقدم العالمي وعدم التخلف عنها لكي لا نفقد ما قام عليه لبنان من قيم المعرفة والانفتاح والتسامح والاستفادة من التقدم العالمي الملائم لخصوصياتنا.
وذكّرت أديزا هيما (نيجيرية) بالجهود الفرنكوفونية منذ مؤتمر داكار عام 2000، مشددة على وجوب إتاحة التعليم أمام كل الأطفال في العالم مهما كان موقعهم الجغرافي ووضعهم الاجتماعي، وتطوير البنى المدرسية والتربوية، ورفع قيمة الموازنات في الدول لأغراض التعليم، مشيرة إلى أنّ المدرسة التي لا تقدم التعليم ذا النوعية الجيدة تكون مؤسسة فاشلة في أداء دورها. وأوضحت أنّ دور المشروع هو وضع اليد على المشكلة المتمثلة بضرورة تأمين المعلم المدرّب، وتحقيق التعليم الجيد. ورأت هيما أنّ التقويم وسيلة ناجحة لإصلاح التربية وتحديد مواطن الضعف والقوة لدى التلامذة والمعلمين والمدرسة، والعمل على تحسين الأداء.
ثم شرحت على شاشة كبيرة التفاصيل التقنية لهذا المشروع الذي يركّز على تغذية التفكير حول الإصلاح، وتعميم ثقافة التقويم، وتحليل المعطيات، وإعداد الكوادر الوطنية القادرة على التقويم المستدام، واستفادة أصحاب القرار التربوي من المعطيات والمؤشرات.
وفي ما يأتي مراكز الامتحانات الجديدة: