جيزيل خلفتروي رانيا زغير قصة عملاق في ثلاث قصص صادرة عن «تورنيغ بوينت» بعنوان «العملاق العملاق» و«العملاق العملاق ... هنا وهناك» و«العملاق العملاق يغني: سنة حلوة يا سلطة»، ومن خلال هذه الكتب الثلاثة يتخيل القرّاء أن العملاق بطل واقعي يخاطب ذكاء الطفل. توجه القصص للأطفال الذين يبلغون من العمر 4 أو 5 سنوات، وهم بالطبع سيحتاجون لمن يقرأها لهم. لا تروي الكاتبة حكايات بطولات كبيرة، بل تركز على أشياء بسيطة يسهل على الصغار فهمها وتخيلها، وتكتب زغير القصص بالعربية الفصحى، بأسلوب سهل جداً، بل إنها تسهم في خلق ألفة بين الطفل وهذه الفصحى.
على أي حال، لا يحتل الكلام سوى مساحة صغيرة من صفحات القصص، لتُترك المساحة الأكبر لرسوم زهراء غبريس النابضة بالألوان. والرسوم هي من أشياء الصغار: كتب وألعاب وصناديق أو من أشياء ألفتها عيونهم كأغراض المنزل.
في القصة الأولى «العملاق العملاق» نتعرف إلى صبي يرى نفسه عملاقاً، يصف يديه ووجهه وجسده وأغراضه كأنها ضخمة جداً... لينتهي به الأمر واقفاً قرب أمه، فيكتشف أنه صغير جداً.
في «العملاق العملاق ... هنا وهناك» فيتعرف الطفل إلى مصطلحي «هنا» و«هناك» وهما شخصيتان، إحداهما أنثى والثانية ذكر، يختلفان أين ستوزع أغراض المنزل: هنا أم هناك؟ تحاول كل شخصية أن تقنع الأخرى بوجهة نظرها، فتفشل إلى أن تكتشفا أن الأغراض يجب أن توزع هنا وهناك.
وفي «العملاق العملاق يغني: سنة حلوة يا سلطة»، بطل القصة، وهو بالطبع العملاق، يحتفل بعيد ميلاد «جاط السلطة» الذي بلغ من العمر عامين. في الحفلة تشارك البندورة والخيار والخس، ومن خلالها سيتنبه الطفل إلى مكونات السلطة الشرقية ويغني مع العملاق «سنة حلوة يا سلطة».
يجد بعض الأطفال صعوبة في فهم اللغة العربية الفصحى، فهي بعيدة عن مسامعهم، لا تُستخدم في برامج الأطفال، وينحو الأهل في هذه الأيام نحو ترداد اللغات الأجنبية (الفرنسية أو الإنكليزية بالطبع) أمام أولادهم، ويبدو أن زغير متنبهة لهذه المسألة، لذلك جاءت القصص مقتضبة جداً في الكلام، وتركت للصور أن تشرح للطفل مضمون الحكاية، كما أنها اعتمدت أسلوباً مضحكاً أحياناً، ويخاطب ذكاء الطفل، بل يدفعه إلى طرح أسئلة، كأن يبحث عن معاني كلمتي «هنا» و»هناك»، كما أنها تخرج عن إطار القصص التقليدية ولا تتعب الطفل بعجقة الكلام. الكتب من الحجم المتوسط، وألوان الرسومات زاهية ولكنها ليست فاقعة، مريحة للنظر، والأغراض المرسومة كلها من الأدوات التي يستعملها الطفل في حياته اليومية، هذه الرسومات تساهم في تسهيل فهم الطفل للمصطلحات المستخدمة في القصص.