قُتل المحامي فادي دندش ولا يزال الفاعل المجهول متوارياً عن الأنظار. فهل تلقى قضيته المصير نفسه الذي لاقته كثير من القضايا الأخرى، تسجّل ضد مجهول وتتحول إلى ملفات يتآكلها الغبار في أدراج قصور العدل؟
رضوان مرتضى

«لو كان ابن مسؤول أمني في الدولة أو في حزب الله هل كانت طُويت القضية؟». تساؤل يطرحه الدكتور حسين دندش، والد المحامي فادي دندش، بعد مرور أكثر من سنة على مقتل الأخير. فرغم أن أبا فادي قرر اللجوء إلى الدولة على «اعتبار أنها الحكم»، وناشد أفراد عشيرته «عدم اتّباع الطرق الجاهلية في الثأر» استجابة لوعود قطعها له كثيرون بالقبض على القاتل، ورغم رصد آل دندش وآل أمهز مبلغ عشرة آلاف دولار لمن يُدلي بأي معلومات قد تُفيد في الكشف عن المجرم، فإن القاتل لا يزال مجهول الهوية، وإن أصرّ حسين دندش على أنّ حزب الله لديه معلومات يمكنها أن تُساعد في تحديد هوية القاتل، مشيراً إلى «احتمال إخفاء الحزب للمعلومات لأنّ القاتل منه».
يقول والد القتيل: بداية لم أُرِد دفن ولدي حتى يلقى القبض على القاتل، لكني عدت ودفنته إكراماً للرئيس نبيه بري بعدما اتصل بي. ويضيف دندش: «أما اليوم، فقد ألقي القبض على القتيل وأخلي سبيل القاتل، والقضية سجّلت ضد مجهول».
يضيف دندش: «قال لي معاون الدرك الذي يتولى التحقيق: «حدودُنا هنا»، في إشارة إلى أن الموضوع في يد حزب الله، لأن المنطقة تابعة له أمنياً». ويتابع مؤكداً كلام المعاون بالقول إن «الدولة لا تستطيع الدخول إلى الضاحية. وبما أن مسؤولية الأمن في المنطقة تقع على عاتق حزب الله، فإنه يتحمّل المسؤولية كاملة عن الجريمة». ولهذه الأسباب لم يوجّه والد القتيل اللوم إلى الدولة على تقصيرها في عدم إلقاء القبض على القاتل. ولتأكيد نظريته، يسترجع حسين دندش ما حصل منذ عدة أشهر عندما احتجز عناصر من حزب الله النائب الفرنسي كريم باكزاد لأنه كان يلتقط الصور، متسائلاً: «كيف لم يتمكنوا من إلقاء القبض على قاتل ارتكب جريمته في وضح النهار؟». ويتحدث والد دندش في هذا الإطار عن وجود كاميرا تعود إلى مؤسسة الشهيد كانت موضوعة بالقرب من مكان وقوع الجريمة، مشيراً إلى أن تخريباً حصل للكاميرا.
يُنهي الوالد سرد العقبات التي تقف في وجه التوصل إلى إلقاء القبض على مرتكب الجريمة، ليعود ويستذكر اليوم الأخير له مع ابنه، مشيراً إلى سيارة فادي التي لا تزال مركونة في الموقف، «في ذلك اليوم، أُعلنت نتيجة قبوله في نقابة المحامين، كان يُعدّ نفسه للاحتفال، وأثناء عودته إلى المنزل برفقة خطيبته، وقعت الجريمة. أطلق عليه سائق «فان» النار وأصابه في رقبته برصاص متفجّر. الخلاف كان على أفضلية مرور». يُكمل الوالد: «في اليوم ذاته، أنهى فادي معاملات شراء السيارة التي أقودها أنا اليوم».
يضيف حسين دندش: «فادي ابني الوحيد، والغصة تعتصر قلبي لأني لم أُزوّجه».
من جهته، نفى مسؤول أمني في حزب الله الاتهامات التي ساقها ضد الحزب والد فادي دندش، مشيراً إلى أنه لا خيوط في القضية تُشير إلى هوية مرتكب الجريمة. ورفض المسؤول المذكور الكلام عن أن القوى الأمنية الرسمية ممنوعة من الدخول إلى الضاحية، مشيراً إلى أنه لا دخل للحزب في التحقيق بجريمة قتل.
من ناحية أخرى، علمت «الأخبار» أن ملف التحقيق القضائي في القضية لا يزال فارغاً لعدم تحديد أي مشتبه فيه بالوقوف خلف جريمة قتل فادي دندش.