خليل عيسىأينما ذهبت ستقف لك الإدارة الأميركية بالمرصاد. فبعدما أحكمت سيطرتها على الأرض... ها هي تضع عينها على الشمس. فقد كُشف النقاب عن مشروع أميركي لمراقبة عالية الدقة للشمس. «Solar Dynamic Obsevatory» يهدف إلى تحسين إمكانات التنبّؤ بتقلّبات طقس الفضاء، أي التعرف إلى مستوى «الأشعة ما فوق البنفسجية الشديدة» التي تطلقها الشمس، وهذه الأشعة تشتد خلال العواصف الشمسية. المشروع تابع لوكالة «ناسا»، وهو عبارة عن مختبر مبرمج ومُثبّت على قمر اصطناعي. وسيسمح المختبر بالتقاط المعلومات ونقلها إلى الأرض 6 مرات في الساعة، ويستمر في عمله لمدة 5 سنوات دون أي انقطاع.
تجدر الإشارة إلى أن الشمس تدخل بين فترة وأخرى في حلقة شمسية جديدة (solar cycle)، مما يستتبع تغيّراً في النشاط الشمسي، وتزداد حدته فيولّد كمية هائلة من الإشعاعات، أقواها «الأشعة ما فوق البنفسجية الشديدة»(Extreme Ultraviolet) التي تقوم طبقات الجو الأرضية العليا بامتصاصها عادة، وتحولها إلى تيّارات كهربائية فتؤلّف الجزء الداخلي من الحقل المغناطيسي للأرض.
تؤثر التغيّرات المناخية الشمسيّة مباشرة على الحقل المغناطيسي الأرضي، مما يثير عادة الفوضى في أنظمة التوزيع الكهربائي، كما أن التأيين الذي تحدثه عادة إشعاعات اكس و«ما فوق بنفسجية» في الطبقة الجويّة يخلّ أيضاً بأنظمة التواصل الراديوية العالية التردد، ويخفض من دقّة التحديد في نظام التموضع العالمي (Global Positioning System) أو GPS.
ما سينتجه «مراقب الشمس» من معلومات كل 36 ثانية كاف لملء قرص مدمج بالكامل! ستطلق وكالة «ناسا» صاروخاً صغيراً إلى طبقات الجو الأرضية العليا، وعلى متنه معدات قياس لتصحيح مستويات الأشعة في هذا «المراقب».
وقد حُدّد شهر تشرين الأول المقبل موعداً لإطلاق المراقب، وتؤكد وكالة «ناسا» أنه سيسهّل عملية صيانة الأقمار الاصطناعية التجارية خلال الفترات الشمسية المضطربة.