أُطلق مشروع الـ«جينوغرافيك» عام 2005، والهدف منه دراسة حركة هجرة الشعوب بين أصقاع الأرض منذ أن «خرج» الإنسان الأول من أفريقيا قبل 60.000 سنة. وتشارك في هذا المشروع عشرة مراكز أبحاث حول العالم، تركّز على دراسة حركات الهجرة تاريخياً من خلال دراسة الجينات التي تحفظ في الصبغية (Y (Y Chromosome التي يتوارثها الأبناء الذكور من آبائهم وأجدادهم. فكل فرد يحمل في كل قطرة من دمه تاريخ عائلته منذ آلاف السنين.ولكن ما يهم أهل الاختصاص هو حركات الهجرة التي أدّت إلى عدة تغييرات حضارية عالمية وليس فقط إنسانية. فعهد الاستيطان الأول (قبل 10.000 سنة) مثلاً شهد حركة هجرة واسعة من الهلال الخصيب إلى حوض المتوسط، فيما كانت تجري الهجرة في الفترات السابقة من أفريقيا باتجاه الهلال الخصيب. ويؤكد أهل الاختصاص أن الشعوب تحمل في دمها خصائصها الجينية التي تسمح «بتقفي آثارها» في رفات الراحلين وفي دم الأحياء.
يتم مشروع الـ«جينوغرافيك» بتمويل من مؤسسة «ناشينول جيوغرافيك» وشركة IBM العالمية ومؤسسة عائلة وايت. وترتفع كلفة الدراسة التي تمتد إلى خمس سنوات إلى 10 ملايين دولار، وستشمل 31 ألف عيّنة أخذت من سكان الشعوب الأصيلة في كل القارات وأخرى تقدم بها أناس من مختلف الأجناس مهتمين بتكوين تاريخ عائلتهم الشخصي.
وقد بدأت معالم الدراسة تظهر على موقعها على الإنترنت، حيث يظهر تحرّك الشعوب تاريخياً، وفي الموقع معلومات عن مميزات الجينات، وشرح لأساليب تحديدها ودراستها وخصائصها، ويعطي الموقع أيضاً مقالات علمية للفريق المختص العامل في المشروع. https://www3.nationalgeographic.com/genographic