حتى مساء أمس لم يكن أحد من التنظيمات والأحزاب الفلسطينيّة واللبنانيّة قادراً على تحديد عدد شهدائه من بين الرفات الـ198. وفي مواجهة التكتّم الذي يمارسه «حزب الله» ريثما ينتهي من الكشوف الطبّية وإصدار التقرير النهائي، كانت «التسريبات» حاضرة بقوة تنفي تارةً بعض الأسماء ثم تعود فتؤكّدها. وقد أدّى إيراد بعض المعلومات إلى استنفار لدى من فوجئوا بعدم إدراج أسماء مفقوديهم في المعلومات الأوّلية. ولكن بعيداً عن تلك التسريبات التي أعادت إلى الأذهان فكرة الملفّ «المثقوب»، حاولت المنظّمات والأحزاب اللبنانيّة، من الجهة المقابلة، الاطّلاع على ما كُشف إلى الآن وإن اندرجت في إطار المعلومات غير المؤكّدة.فوجئ الحزب الشيوعي اللبنانيّ بأن لا أحد من «الرفاق» ورد اسمه في عمليّة الفرز حتّى هذه اللحظات، وفي هذا الإطار، لفت الأمين العام للحزب الشيوعي إلى «أنّ الجثث الباقية من الفرز لا توحي تواريخ عمليّاتها بأن لنا فيها أحداً أيضاً». وفي مقابل الشيوعي، يواجه الكثيرون خطر الغياب الكلّي لأيّ من الشهداء العائدين، وهنا قد تكون حركة أمل أحد هؤلاء أيضاً، حيث لم يظهر إلى الآن أيّ «حركيّ»، فيما معلومات أخرى تخمّن ورود أسماء عشرة من أصل الثلاثين الذين وردوا في لائحة الحركة. أمّا في ما يخصّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، فقد وصل عدد أسماء الشهداء الذين باتوا في عداد المعروفين 5، من بينهم على الأرجح أشلاء «عروس الجنوب» سناء محيدلي. لكن بدا واضحاً أن العدد الأكبر من الرفات يعود إلى الشهداء الفلسطينيين، حيث أشار غسان درويش إلى أنه من أصل 100 فُرزوا كان عدد الفلسطينيين 95 وقد استطاع عدد من الفصائل الحصول على أرقام محددة لشهدائهم، علماً أن بعض تلك الفصائل أوردوا أسماء مفقوديهم ضمن اللوائح.
الفرز لم ينته أمس، وثمّة 20 جثّة تحتاج إلى إجراء فحوص لأنّها مجهولة تماماً. وأكّد حزب الله أن لا شيء نهائياً إلى الآن، مشيراً إلى وجود نقص في هذا الملف، والكثير من الجثث المفقودة، ما يعيد التساؤل عن مصير ملف التبادل مع إسرائيل، وهل يمكن أن لا يكون الملفّ نهائياً؟.
ر.ح